الحمد لله والصلاة علي رسول الله وبعد المتأمل في أحوال العالم سيلاحظ عدة ملاحظات منها
1- ان العالم بمافيه من جديد من الناحية المادية قد بلغ آفاقا لايمكن أن ينكرها مجرد ناظر عام فمابالك بالباحث المتأمل وهذا من فضل الله تعالي علي الإنسان بماوهبه من عقل وفهم استطاع من خلالهما أن يصل إلي ماوصل إليه
2- لكن بنفس النظرة ستجد أن الأمور تسير بالاتجاه العكسي من الناحية الأخلاقية فبمجرد النظر تلاحظ جمعية رعاية حقوق الحيوان وبجوارها قتل هنا وتشريد هناك لمن ليس للحيوانات ولكن للإنسان ( لمن كرمه الله تعالي ووهبه ماوهبه من نعم )
لاأكثر في الملاحظات ولكن أريد أن أقول لماذا هذه المفارقة ؟ هل لأن هذه طبيعة الأمور أم أن هناك خللا ما لابد من الوقوف عنده للعلاج ؟ هل من اللازم أن تنفصل الحياة المادية تماما عن الناحية الأخلاقية فهذه نقرة وتلك نقرة أخري ؟
في ظني أن الأمر يحتاج إلي نظرة في تاريخ البشر هل هناك من فترة عاش فيها الناس في وئام بين المادة والخلق أم أنهم كانوا دائما في خصام ؟
إليك صاحبي وأخي في الله هذه اللفتات السريعة
* في عهد عمر رضي الله عنه كان الناس في سعة إذ فتحت عليهم الدنيا والبلاد ولكنهم كانوا في قمة الصلة بالله وعلمونا أنه لايمكن أن ينفصل الخلق عن الحياة فالخلق والصلة بالله سر النجاح والفتوحات
في عهد عمر بن عبد العزيز قالوا كثر المال حتي فاضت به الخزائن فلم يوضع في الجيوب لفئة دون الآخرين ولكن قيل ابحثوا في الناس من عليه دين فاقضوا دينه من بيت مال المسلمين وبقي المال ابحثوا في الشباب من ليست له زوجة فزوجوه من بيت المال ثم في النهاية لما بقي المال قال لهم اشتروا بالمال حبوبا وانثروها علي الأرض فلايقال جاع طير في بلاد المسلمين إنه الإسلام يحدث الوئام والاتفاق والصحبة بين الأخلاق والحياة
لاأكثر عليكم ولكني أهمس في آذانكم ألا تنسوا أن الإسلام والحياة معه تحمينا وتسعدنا في الدنيا ثم هناك وماأدراك ماهناك حيث الجنان الواسعة التي فيها مالاعين رأت ولاأذن سمعت ولاخطر علي قلب بشر
ألقاكم في موعد آخر والسلام عليكم ورحمة الله أبو آية