إلا رسول الله

عدد المساهمات : 43 تاريخ التسجيل : 19/11/2008

شيئ جميل أن تظهر أصوات في هذه الأيام داعية إلى جعل أيامنا كلها محبة وليس يوماً واحداً للحب .

ولكي نعين هذا اليوم ونؤصله ، لابد أن نبحث عن مناسبة للإجماع عليها فنجعل هذا الحب يدوم ويدوم في أنفسنا أولاً ومن ثم في تعاملنا مع الناس وفي نظرتنا إلى من حولنا بدءاً من مجتمعنا ثم إلى العالم الذي نعيش فيه .

وبالتأكيد لن تكون هذه المناسبة سياسية لأننا سنتختلف قبل أن نبدأ ..

ولن تكون رياضية خوفاً من تحول التنافس إلى صراع ينسينا ماهو مشترك بيننا .

وبكل تأكيد لن تكون مناسبة إقتصادية حتى لا نزيد المحرومين فقراً .

من الطبيعي أن يجتمع الناس على حب شخصية ، إذا كانت لها دلالات في وجدانهم .

ومن الطبيعي أيضاً أن يزداد هذا الإجماع إذا كانت هذه الشخصية تشكل لهم رمزاً يعيش في قلوبهم وعقولهم .

عندئذ لا نحتاج إلا إلى إيقاظ القلوب لجعل هذا الرمز مثالاً يُحتذى به ودافعاً للحب ومحفزاً للسلوك على حب الناس وإطلاق المشاعرهم للتعبير عنه .

فما بالنا إذا كان هذا الرمز هو صاحب مقام رفيع وهو الذي يحمل رسالة الحب ..

ويدعونا إلى أشياء جميلة وقيم وفضائل نحتاجها في حياتنا بعد أن عانينا من عدم تطبيقها مشاكل لا حصر لها .

لم تجتمع العرب حول شخص واحد عبر تاريخهم إلا لمقام الرسول صلى الله عليه وسلم.

فهو أحب إليهم من أنفسهم وأبنائهم وآبائهم وأزواجهم .

يسهرون حول بيته ويمشون خلفه ويحوطوه بأجسادهم دفاعاً عنه حتى كان منهم ( سعد بن الربيع ) وهو في النزع الأخير يوصي أصحابه " لا عذر لكم عند الله إن خلُص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف"

واليوم عندما نردد شعار " إلا رسول الله " بعد أربعة عشر قرناً فهو صدى وإستمرار لتبادل الحب مع هذا النبي الكريم.

فقد بكى صلى الله عليه وسلم شوقاً لرؤيتنا قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام ..

وبكى خوفاً علينا من عذاب الآخرة فاستجاب له ربه وقال "يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك" ذلك أن رحمة الله سبقت غضبه فأرسل إلينا رسولاً ينشر الرحمة بيننا .

فبدأ دعوته بالحب والرفق وكان يقول "لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألونني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها ".

لذلك عفى عنهم يوم الفتح وواصل الرحم وسامح المسيئ وحاور وأستمع للمخالف.

اليوم يسود بيننا خطاب منفر بعد أن نسينا " إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف" ونسينا أن الإيمان مرهون بالمحبة ( لا تؤمنوا حتى تحابوا ).

فنتج عن هذا التغييب إحتقان في النفوس وتسلط في الرأي وتربص بالآخر ...

ومن أجل ذلك نحتاج إلى سنة المصطفى في الحوار والتسامح والقبول والرفق ونحتاج أن نعيش هذه المحبة لجعل كل أيامنا محبة .

نتصالح مع أنفسنا أولاً ونحسن الظن بالمختلف معنا ونسمع رأيه ونضع أيدينا معه لحمل رسالة المحبة والسلام للعالم الذي يحيط بنا.

وكل عام ويوم وساعة وثانية بحب ومحبة إقتداء بحبيبنا سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم
وإلي لقاء آخر مع الحبيب صلي الله عليه وسلم

» عبادة الحب في الله
» اين الله
» من أسرار لا اله الا الله
» دعوه لنصرتك لرسول الله
» سبحان الله