التضخم يتصاعد في منطقة اليورو .. والإخفاق يهدد العالم الناميأمير قطر الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني يتحدث في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي الدولي في الدوحة أمس. رويترز
عواصم ـ وكالات:
أظهرت بيانات أمس أن معدل التضخم في منطقة اليورو ارتفع في أيار (مايو)
كما كان متوقعا كما ارتفعت توقعات التضخم لكن معنويات المستثمرين بشأن
الاقتصاد انخفضت بشدة لأسباب من بينها مراجعة منهجية لطريقة احتساب
التضخم.
قال مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات) ''إن أسعار المستهلكين
ارتفعت 1.6 في المائة على أساس سنوي في أيار (مايو) في البلدان التي
تستخدم اليورو البالغ عددها 16 دولة مقارنة مع ارتفاع قدره 1.5 في المائة
في نيسان (أبريل)''.
لم يتسن بعد، الحصول على بيانات تفصيلية أو أخرى شهرية بشأن معدل
التضخم في أيار (مايو) إذ سيجري نشر البيانات في 16 حزيران (يونيو). يرغب
البنك المركزي الأوروبي في الإبقاء على معدل التضخم عند مستوى منخفض لكن
يقارب 2 في المائة على المدى المتوسط. وعلى صعيد آخر قالت المفوضية
الأوروبية إن معنويات المستثمرين بشأن الاقتصاد في منطقة اليورو انخفضت
إلى 98.4 في أيار (مايو)، حيث سجلت جميع مكونات المؤشر تراجعات.
وأظهر المسح الشهري أن معنويات المستثمرين في قطاع الصناعة انخفضت إلى
سالب ستة من سالب سبعة في إبريل كما تراجعت إلى ثلاثة من ستة في قطاع
الخدمات.
وانخفضت معنويات المستهلكين إلى سالب 18 من سالب 15 في حين تراجعت إلى سالب خمسة من سالب واحد في قطاع التجزئة.
من جانب آخر، أكد خبير اقتصادي في البنك الدولي أمس، أن الدول النامية
ستواجه صعوبات إذا أخفقت الحكومات الأوروبية في معالجة أزمة ديونها. ورغم
حزمة إنقاذ قياسية لا تزال هناك مخاوف من امتداد أزمة ديون اليونان إلى
دول أخرى في منطقة اليورو ما قد يسبب أضرارا للنظام المالي العالمي ويعوق
النمو الاقتصادي.
وقال جاستن ييفو لين على هامش ندوة في ستوكهولم: ''نأمل بالطبع في أن
تحل هذه المشكلة قريبا لأن التباطؤ في الدول الأوروبية سيترك أثرا سيئا
على الدول النامية ويمكن أن يعوق النمو''.
وحذر رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو أمس من أن النمو الاقتصادي العالمي لايزال متعرضا لمخاطر الديون السيادية واحتمالات ركود ثان.
وقال لين ردا على سؤال بشأن مخاطر تعرض الاقتصاد العالمي لركود حاد: ''آمل ألا يحدث ذلك''.
رفعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الأسبوع الماضي بدرجة كبيرة
توقعاتها للنمو العالمي هذا العام والعام القادم ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى
النمو القوي في آسيا.
وقالت ''إن مشكلات ديون الدول المتقدمة تشكل أحد التهديدات الرئيسية للاقتصاد العالمي.
تلقت اليونان هذا الشهر أكبر حزمة إنقاذ مالي في التاريخ مع تعهد صندوق
النقد الدولي والاتحاد الأوروبي بدفع 110 مليارات يورو (134.
مليار
دولار في الأعوام من 2010 إلى 2013 لتفادي تخلفها عن سداد الديون.
وقال لين في ندوة عن تحديات التنمية في عالم ما بعد الأزمة ''إن حزمة
الإنقاذ جاءت حاسمة، وستساعد على استقرار الأسواق لكن لا تزال هناك مخاطر
من امتداد مشكلات أوروبا إلى بقية العالم حيث يعد العالم النامي معرضا
لذلك على وجه الخصوص''.
وأضاف جاستن ييفولين الذي انضم إلى البنك الدولي في 2008 قادما من مركز
الصين للبحوث الاقتصادية في جامعة بكين أنه يأمل في أن تؤدي تعهدات
الحكومات بتقليص العجز إلى تفادي انتشار الأزمة.
وتابع ''نحن في عالم متكامل للغاية. سيؤثر أي شيء يحدث في أوروبا على
بقية العالم. وبالمثل أي شيء يحدث في العالم سيؤثر أيضا على أوروبا''.
واعتبر نائب رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي أن أزمة الديون في أوروبا
تظهر أن نهاية مصاعب العالم الاقتصادية ما زالت بعيدة، مشددا على ضرورة
إجراء إصلاحات.
وقال مارك براون: ''ما نراه الآن بينما نجتمع في ظل عاصفة ديون سيادية
في أوروبا هو أن نهاية الأزمة العالمية ما زالت بعيدة، وهي تتخذ أشكالا
جديدة من العدوى''.
وأضاف براون في افتتاح قمة إعادة تشكيل المنتدى الاقتصادي العالمي في
الدوحة ''إن الحاجة إلى إجراء الإصلاحات المناسبة في القطاع المالي
العالمي باتت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى''.
انطلقت الأزمة الأوروبية من الديون الهائلة التي ترزح تحتها اليونان
ومن مصاعب القطاع المصرفي الإسباني، ما ضاعف الشكوك حول إمكانية تعثر بعض
دول منطقة اليورو في سداد ديونها.
وضغطت هذه المخاوف بقوة على الأسهم العالمية وعلى اليورو الذي سجل الأسبوع الماضي أدنى مستوى له أمام الدولار منذ أربع سنوات.