عبد الجبار العتابي من بغداد : اعترف الجيش
الاميركي بقيام قوة تابعة له بمداهمة منزل في مدينة الكوت التابعة لمحافظة واسط فجر
الاحد وقتلت رجل وامرأة عراقيين ، جاء ذلك في بيان اصدره مساء الاحد اشار فيها الى
: "ان العملية منسقة بشكل جيد ، وكانت الحكومة العراقية قد وافقت عليها مسبقاً، وان
قوات التحالف إستهدفت ممولا لشبكة إرهابية ومسؤولا عن تهريب الأسلحة إلى داخل
البلاد لدعم جماعات جيش المهدي الخاصة وسَرية (اليوم الواعد)".
واكد البيان: "ان
قوات التحالف القت القبض على ستة مشتبه بهم تابعين لجماعات جيش المهدي وسرية (اليوم
الواعد ) كما قتلت مشتبها به تابعا لشبكة إرهابية".
وشرح البيان
الاميركي تفاصيل العملية قائلا : "عند إقتراب قوات التحالف من الموقع الذي يُعتقد
بأنه منزل المشتبه به ، خرج أحد الأشخاص من المنزل المذكور وبحوزته سلاح فردي ، حيث
إضطرت القوات للاشباك معه وأردته قتيلاً ، وخلال تبادل إطلاق النار إقتربت إحدى
النسوة من مكان الاشتباك مما جعلها عرضة للاصابة بجروح ، وعلى الفور عمل الفريق
الطبي التابع لقوات التحالف على معالجتها في مكان الحادث، ولكنها فارقت الحياة
متأثرة بجراحها، قبل أن يتم اجلاؤها من مكان الحادث".
واوضح البيان
الاميركي: "ان الحكومة العراقية طلبت من القوات الأميركية المساعدة المؤقتة لغرض
دعم الجهود العراقية التي تعمل للحفاظ على الأمن والإستقرار، بما في ذلك التعاون
والمساندة خلال قيام القوات بعمليات أمنية ضد الجماعات الارهابية والمجرمة، وما
تبقى من النظام السابق".
وكان رئيس الوزراء
العراقي نوري المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة استنكر هذا الحادث الذي
قامت به القوات الامريكية وعدها مخالفة صريحة للاتفاقية الامنية الموقعة بين العراق
والولايات المتحدة ، وطلب المالكي من القائد العام لمتعددة الجنسيات اطلاق سراح
المعتقلين وتقديم مرتكبي الحادث للقضاء .
كما عقدت في مدينة
الكوت جلسة مشتركة مع وفد من القوات الأمريكية الموجودة في محافظة واسط بحضور
المحافظ ورئيس مجلس المحافظة وقائد الفرقة الثامنة اللواء عثمان الغانمي لمناقشة
ملابسات الحادث.
وطالبت الادارة
المحلية في المحافظة القوات الاميركية باطلاق سراح افراد العائلة الذين تم اعتقالهم
اليوم اضافة الى مطالبتهم بتقديم ايضاح عن ملابسات الحادث والتعهد بعدم تكراره
مستقبلا. كما ان مصدرا امنيا في محافظة
واسط كان قد صرح ان الاجهزة الامنية بالمحافظة لم تبلغ وليس لها علم مسبق بالعملية
التي نفذتها قوة اميركية خاصة ، كما لم يكن هناك اي تنسيق مع الجانب الاميركي حول
عملية المداهمة ، مشيرا الى: "ان القوة الاميركية التي قامت بالعملية لم تكن من ضمن
القوات الموجودة اصلا في المحافظة ، وهي على الاغلب ، قوة خاصة قدمت الى الكوت من
بغداد.
وكان وزير الدفاع
العراقي عبد القادر العبيدي قد امر بحجز آمر لواء وآمر فوج في محافظة واسط وفتح
تحقيق عالي المستوى معهما ، حسب بيان لوزارة الدفاع قالت فيه:" ان هذا الاجراء جاء
بسبب سماحهما لقوة عسكرية أميركية بعمليات تفتيش ودهم دون التنسيق واستحصال موافقة
الحكومة العراقية".