توجيه التهم رسميا الى جندي اميركي قتل خمسة من زملائه في بغداد

توجيه التهم رسميا الى جندي اميركي قتل خمسة من زملائه في بغداد
منذ 16 ساعة/ساعات

بغداد (ا ف ب) - اعلن الجيش الاميركي في العراق الثلاثاء توجيه التهم رسميا لسرجنت مصاب بعوارض "اجهاد" ناجمة عن الحرب بعد اقدامه على قتل خمسة من زملائه الاثنين داخل عيادة متخصصة في احدى القواعد العسكرية في بغداد.

واكد المتحدث باسم الجيش الاميركي الميجور جنرال ديفيد بيركنز امام الصحافيين توجيه تهمة القتل رسميا لسرجنت مشتبه به. وقال ان "خمس تهم بالقتل وتهمة الاعتداء على اخرين وجهت الى السرجنت جون راسل".

وقد اعلن الجيش الاميركي الاثنين ان عسكريا مصابا بعوارض "الاجهاد الناجم عن الحرب" اطلق النار على زملائه بينما كان في عيادة متخصصة ما اسفر عن "مقتل خمسة واصابة ثلاثة اخرين بجروح". ووقع الحادث في معسكر ليبرتي داخل قاعدة "فيكتوري" قرب مطار بغداد.

والقاعدة هي الاكبر للقوات الاميركية في العراق وتضم نحو اربعين الف عسكري وتبعد حوالى عشرة كيلومترات عن بغداد. يذكر ان قيادة قوات التحالف تتخذ من هذه القاعدة مقرا لها.

واضاف بيركنز "ويا للاسف، قتل خمسة من الجنود، بينهم ضابطان من السرية الطبية يعملان في مركز معالجة الاجهاد الناجم عن المعارك، بينما كان الجنود الثلاثة في المكان من طريق الصدفة". وتابع ان راسل "يعمل في قيادة كتيبة للهندسة مقرها المانيا" مشيرا الى انه محتجز حاليا لدى الشرطة العسكرية في قاعدة فيكتوري.

واكد ان "التحقيقات التي تجريها قيادة التحقيق الجنائي في الجيش الاميركي لا تزال مستمرة في الحادث". واشار الى ان "الضابط المسؤول عن راسل قام بنزع سلاحه قبل اسبوع كما تمت احالته على العلاج النفساني. لقد قرر الضابط خلال هذه الفترة انه من الافضل ان يكون راسل منزوع السلاح". واكد ان الشرطة العسكرية قبضت على راسل "خارج العيادة بعد وقت قليل من سماع اطلاق النار خصوصا ان مركزها قريب من المكان".

وتابع "نعلم انه لم يطلق النار من سلاحه منذ نزعه منه، لكن التحقيق سيحدد اي سلاح استخدم (...) اذا كان السلاح شخصيا او مسدسا او ام-4".

وقال بيركنز ان السرجنت المتهم سبق ان خدم في العراق مرتين قبل الان ومن المحتمل ان تكون زيارته للعيادة الاولى من نوعها. ليس هناك تفاصيل تتيح التأكد مما اذا كان يتناول ادوية".

واضاف "يكفي ما ابلغت عنه تراتبية القيادة ليشكل ذلك قلقا كافيا، فهو كان يتلقى علاجا نفسانيا (...) وصادرت القيادة سلاحه وهذا امر لا يحدث بشكل روتيني".

وحصيلة الحادث هي الاكبر للجيش الاميركي منذ هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة استهدف مقرا للشرطة الوطنية في العاشر من نيسان/ابريل الماضي جنوب غرب الموصل (شمال)، اسفر عن مقتل ثمانية اشخاص بينهم خمسة جنود اميركيين. وبذلك، يرتفع الى 4293 عدد الجنود والعاملين مع الجيش الاميركي الذين قضوا في العراق منذ الاجتياح في اذار/مارس 2003، وذلك بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس استنادا الى موقع الكتروني مستقل.

ومنذ مطلع الشهر الحالي، لقي 11 جنديا اميركيا مصرعهم. ففي الثاني منه، قتل جندي عراقي عسكريين اميركيين واصاب ثلاثة اخرين بجروح عندما اطلق النار عليهم في معسكر للتدريب في منطقة حمام العليل (20 كلم جنوب الموصل). كما قتل عشية الحادث ثلاثة جنود في محافظة الانبار، غرب بغداد، خلال عملية عسكرية.

يشار الى وجود نحو 139 الف عسكري اميركي في العراق حاليا.

ووقع العراق والولايات المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر اتفاقية امنية تنص على سحب القوات الاميركية من المدن والقصبات والنواحي في موعد اقصاه اخر حزيران/يونيو المقبل على ان يكون الانسحاب كاملا اواخر العام 2011.

واوضحت رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي لدى زيارتها بغداد الاحد ان الاتفاقية "واحدة من المسائل المتفق عليها"، مؤكدة ضرورة ان "تكون المغادرة متفقا عليها بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة".

واكدت ان "المحادثات تضمنت اتفاقية الاطار الاستراتيجي وتعزيز الاتفاقية الامنية وكيفية سحب قواتنا من العراق (...) مع اننا لا نعتقد مطلقا بوجود ضمان بعدم حدوث اعمال عنف".