الهارون: نسعى لتحويل الشباب من التبعية إلى أصحاب عمل مالكين لمنشآت

غرفة التجارة نظمت ندوة عن «دور حاضنات الأعمال في تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة»
الهارون: نسعى لتحويل الشباب من التبعية إلى أصحاب عمل مالكين لمنشآت

جانب من الحضور
كتب سعود الفضلي:
قال المدير العام لغرفة تجارة وصناعة الكويت أحمد الهارون ان اهتمام الغرفة بتدريب وتأهيل الشباب الكويتي لمزاولة العمل الحر من خلال تنظيم دورات وبرامج تدريبية لتأهيل الشباب بالتعاون مع المنظمات الدولية ذات العلاقة كمنظمة العمل الدولية، وإنشاء مركز خاص لهذا الغرض هو مركز عبدالعزيز الصقر، يأتي من باب تحويل الشباب من حال التبعية الاقتصادية لصاحب العمل إلى أن يصبحوا أصحاب عمل مالكين لمنشآت يعملون بها لحسابهم.
وأكد الهارون خلال ندوة نظمتها الغرفة عن «دور حاضنات الأعمال في تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة» أن هذه الحاضنات أصبحت تستقطب اهتمام الكثيرين وتستهلك الكثير من جهدهم ووقتهم، إلا أن مردودها لا يتناسب أبداً مع حجم واتساع الحديث عن حاضنات الأعمال، موضحاً أن هذا الوضع يحتاج إلى وقفة لتنمية الوعي بالحاضنات ودورها في تشجيع وتنمية العمل الحر، والوقوف على تجارب الآخرين وما كشفت عنه الممارسة والتطبيق في البلدان الأخرى، والاستفادة من كل عناصر الدعم والتحفيز المتاحة.
وبين أن حاضنات الأعمال تتعامل مع شريحة مهمة وأساسية في البنية الاقتصادية لكل دولة، فإذا كان من المسلم به أن الاقتصاد الوطني في أي دولة يتكون في مجمله من المنشآت الصغيرة والمتوسطة والكبيرة مجتمعة، فإن المنشآت الصغيرة والمتوسطة تشكلان قاعدة الهرم الاقتصادي وأوسطه، وتعتبر المهد الطبيعي لانطلاق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في آن معاً، كما أنها في كثير من الأحيان تكون طوراً انتقالياً مخصباً بالتجربة لمنشآت عملاقة أرسخ قدماً وأصلب عوداً من تلك التي بدأت بإمكانات ضخمة.

الاهتمام بالمشاريع
وأضاف الهارون: في ظل هذه المعطيات، فإنه ليس من المستغرب إيلاء المشروعات الصغيرة والمتوسطة هذا القدر من الاهتمام، غير أن التعامل مع هذه المشروعات غالباً ما يكون محفوفاً بالمخاطر، والخوف من احتمالات الفشل، سواء لنقص الخبرة أو افتقاد المرجعية الفنية والتسويقية وغير ذلك من عناصر النجاح، مؤكداً أن حاضنات الأعمال تمثل التربة الخصبة والمناخ المواتي لبدء مشروعات صغيرة ومتوسطة بكفالة النجاح، حيث تنتزع منها عنصر المغامرة وفتيل المخاطرة الذي يتهدد كل مقبل على العمل الحر، ولئن كان ذلك ينطوي على قدر من التدليل للمبادرين ومن في حكمهم، فانه تدليل نافع ومحمود، لأنه يبعث على الثقة ويقاوم التردد والخوف من الفشل.
وشدد الهارون على أنه على الرغم مما تقدمه الحاضنات من تسهيلات وحوافز، فإنها لا تكفي وحدها لضمان النجاح، فالمدخل الرئيسي للنجاح ينبغي أن يتركز حول خلق جيل راغب بمحض اختياره في العمل الحر ومتطلع إليه، بكل ما يعنيه ذلك من بعد نظر وقوة إرادة، ورغبة صادقة في الاستقلالية والاعتماد على الذات، فهذه هي التربة الصالحة لاستنبات المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وصناعة أصحاب أعمال ناجحين، ليأتي بعد ذلك دور حاضنات الأعمال في استقطاب هؤلاء الشباب في برامجها وتعهدهم بالصقل والتدريب وإكسابهم المهارات اللازمة، ومن ثم احتضانهم في مشروعاتها الصغيرة والمتوسطة وتأهيلهم علمياً وعملياً للإقبال على العمل الحر.

التجربة السعودية
من جهته، قال الدكتور عبدالعزيز الحرقان ان الحاضنات تلعب دوراً كبيراً في صقل الشباب وانخراطهم في مجال معين يبرعون فيه، مبيناً الدور الذي تقوم به الحاضنات وأهميتها في المجتمع، وكذلك أنواع الحاضنات التي يمكن أن يقبل عليها الشباب وفقاً لاختصاصاتهم.
وأكد الحرقان أن الحاضنة، أياً كان نوعها، فهي تحرص على حفظ الملكية الفكرية للمخترعين الشباب حتى لو كانت اختراعاتهم بسيطة، موضحاً أن الملكية الفكرية مخترقة في الكثير من الدول العربية إن لم تكن كلها رغم وجود القوانين التي تمنع ذلك.
واستعرض الحرقان المراحل التي مرت بها التجربة السعودية في إنشاء حاضنة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، فقال: بدءاً من استشعار ضرورة وجود آلية لنقل المخترعات ونتائج البحث العلمي من المراكز البحثية إلى الأسواق، ومن ثم بحث الوسائل المتاحة ودراسة تجارب الدول الأخرى والمجتمع السعودي بالتعاون مع معهد ستانفورد للأبحاث، ومن ثم طرح مناقصة دولية لاختيار شركة عالمية تدير الحاضنة فازت بها شركة كريدا للمشاريع الأسترالية.
وأضاف: يمر الاحتضان بمراحل عدة أولها التوعية، فالمتقدم للحاضنة يجب أن يعي ما الذي يمكن أن تقدمه له من تقييم ذاتي وتطوير للأفكار وتشجيع، أما المرحلة الثانية فهي التخطيط قبل الاحتضان وتشمل دراسة السوق ووضع خطة لعمل المشروع، أما المرحلة الأخيرة فهي الاحتضان التي تبدأ منذ بداية تأسيس المنشأة التجارية.
وعن الخدمات التي تقدمها الحاضنة قال الحرقان: تقدم الحاضنة العديد من الخدمات مثل تنمية خطط العمل والبنية التحتية، وتحديد مصادر القروض والتنسيق بين المخترع ورجال الأعمال وغيرها من الخدمات المساندة للشباب في مشاريعهم.
بدورها، قالت الدكتورة هنادي المباركي ان الحاضنة تعد برنامجاً ديناميكياً لتطوير المؤسسات والكيانات التجارية، مشيرة إلى أن الحاضنات تعتني بالمبادرين وتساعدهم على تحقيق طموحهم في النمو منذ بداية خطواتهم الأولى في مجال العمل الحر.
وأضافت: إن برنامج الحاضنة يوفر مساعدة إدارية عملية وإمكان الوصول إلى التمويل والتعرض المنظم لخدمات الدعم الفني والتجاري، كما أنها تقدم للشركات الكبرى إمكان الوصول إلى المعدات والأجهزة والحيز القابل للتوسع.