المدنيون يفرون من سوات التي يطوقها الجيش
منذ 54 دقيقة/دقائق
بيشاور (باكستان) (ا ف ب) - يحاول آلاف المدنيين العالقين في المعارك بين الجيش وحركة طالبان في كبرى مدن سوات شمال غرب باكستان الفرار الجمعة مستفيدين من رفع منع التجول موقتا من قبل العسكريين المستعدين لشن هجوم.
وتحولت مينغورا التي يبلغ عدد سكانها عادة 300 الف نسمة، منذ اسبوع الى مدينة اشباح محرومة من الكهرباء والمياه والمواد الغذائية بينما اغلقت فيها المستشفيات.
وفر معظم الاطباء الاحد الماضي مع عشرات الآلاف من السكان الآخرين الذي استغلوا فرصة رفع منع التجول للمرة الاولى. واكد بعضهم لوكالة فرانس برس ان عددا كبيرا من الجرحى تركوا في المدينة ليتدبروا امرهم بانفسهم.
وافاد سكان في اتصالات هاتفية انهم يلازمون بيوتهم موضحين ان مقاتلي طالبان يسيطرون على الشوارع ويقومون بحفر الخنادق وزرع الغام على الطرق الرئيسية لابطاء تقدم الجيش.
ويقول العسكريون انهم يهدفون بذلك الى منع المدنيين من الهرب واستخدامهم دروعا بشرية.
لكن عددا كبيرا من النازحين رووا ان عمليات القصف العشوائي التي يشنها الجيش تؤدي الى مقتل مدنيين في مينغورا وفي ثلاث مناطق بدأ فيها العسكريون هجوما منذ عشرين يوما هي دير السفلى وبونر وسوات.
ويطوق الجيش منذ عدة ايام مينغورا لكنه يؤكد انه لن يشن هجوما بريا عليها قبل "وضع استراتيجية" تسمح له بالتقليل من "الاضرار الجانبية".
ويقدر الجيش عدد الذين بقوا في المدينة من سكانها بمئتي الف شخص عالقين في المعارك.
واعلن بيان رسمي رفع منع التجول في مينغورا كبرى مدن وادي سوات ومنطقتي كانجو وكابال المحيطتين بها من الساعة السادسة الى الساعة 14,00 (منتصف الليل الى 8,00 تغ).
وبثت السلطات المحلية طوال الليل رسائل تدعو المدنيين الى الهرب، حسبما ذكر ارشاد خان رئيس الادارة المحلية لوكالة فرانس برس.
واضاف ان الناس يغادرون بالآلاف بسياراتهم منذ ساعات الصباح الاولى، موضحا ان السلطات منحت تصاريح مرور خاصة لحوالى 150 حافلة.
ونزح اكثر من 834 الف مدني من القتال المستمر منذ عشرين يوما بين الجيش الباكستاني وقوات طالبان في هذا الوادي ومحيطه. وينتقل معظمهم الى مخيمات للنازحين حسب الامم المتحدة التي تحدثت عن "ازمة انسانية كبرى".
ويواصل الجيش الجمعة عمليات القصف المركز على مخابىء طالبان في المناطق الجبلية.
وقال ضباط لوكالة فرانس برس ان الجيش يركز ضرباته على منطقة بيوشار معقل زعيم طالبان في سوات المولى فضل الله.
ووفق الارقام التي اعلنت حتى الآن ويصعب التحقق من صحتها، قال العسكريون انهم قتلوا حوالى 820 من ناشطي طالبان خلال الهجوم المستمر منذ ثلاثة اسابيع بينما يقتصر عدد قتلاهم على 42 جنديا.
وابقيت وسائل الاعلام بعيدة عن مناطق القتال.
ويبعد وادي سوات حوالى مئة كيلومتر عن اسلام اباد عاصمة القوة النووية الوحيدة في العالم الاسلامي التي يضربها عنف الاصوليين منذ تموز/يوليو 2007.
واعاد تنظيم القاعدة بناء قواته غربا في المناطق القبلية المجاورة لافغانستان معقل حركة طالبان الباكستانية والقاعدة الخلفية لطالبان الافغان.
لكن التقدم الاخير للمقاتلين الاسلاميين خارج وادي سوات دفع الاميركيين الى الضغط على الحكومة الباكستانية للانتقال اى الهجوم.
واسلام اباد هي الحليفة الاساسية لواشنطن في الحرب على الارهاب منذ نهاية 2001 والولايات المتحدة هي الجهة المانحة الاولى للاموال لباكستان.
وتشهد باكستان سلسلة لا سابق لها من العمليات الانتحارية اسفرت عن سقوط اكثر من 1800 شخص خلال عام ونصف العام.