واشنطن تنتقد النظام العسكري في بورما لمحاكمة سو تشي

واشنطن تنتقد النظام العسكري في بورما لمحاكمة سو تشي


وجهت الولايات المتحدة انتقادات إلى النظام العسكري في بورما بسبب قرارها محاكمة المعارضة البورمية المعروفة أونج سان سو تشي لـ "مخالفة شروط الإقامة الجبرية". ودعت واشنطن إلى الاطلاق الفوري لسراح سو تشي.

واعربت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الخميس عن "قلقها العميق" للتهمة الجديدة التي وجهت الى سو تشي بانتهاك قواعد الاقامة الجبرية المفروضة عليها.

وقالت كلينتون في ختام لقاء مع نظيرها الماليزي واي.بي. داتوك بن حجي امان, "اشعر بقلق عميق جراء قرار الحكومة البورمية اتهامها بجريمة لا اساس لها".

واضافت ان "التهمة وجهت عشية الذكرى السادسة لوضعها في الاقامة الجبرية، وهي لا تنسجم مع قواعد القانون او مع الجهود الرامية الى تشجيع المصالحة الوطنية والتقدم في بورما".

وخلصت كلينتون الى القول "ندعو السلطات البورمية الى الافراج الفوري غير المشروط عنها وكذلك الافراج عن طبيبها و2100 سجين سياسي في بورما في الوقت الراهن".

وستمثل سو تشي أمام المحكمة في الثامن عشر من شهر مايو/أيار الجاري حسب ما قال محاميها هلا ميو ميينت.

وقد نقلت من منزلها في رانجون الى أحد السجون للاستماع الى التهم الموجهة لها، والمتعلقة بزيارة رجل أمريكي الى منزلها.

وقد ألقي القبض على الرجل الأمريكي واسمه جون ييتو بعد أن وصل الى بيتها من خلال السباحة عبر إحدى البحيرات، وأقام في البيت سرا لمدة يومين.

ولم تؤكد الحكومة الاتهامات بعد، ويبدو أنها ذريعة لاحتجازها الى موعد الانتخابات في عام 2010 والتي يعتقد العسكريون أنها ستمنحهم بعض الشرعية كما يقول جوناثان هيد مراسل بي بي سي لشؤون جنوب آسيا.

وقال أحد محاميها إنهم سينفون التهمة على أساس ان الرجل الأمريكي جاء الى منزلها دون دعوة.

ونسبت وكالة فرانس برس الى المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي القول إنه ليس هناك مبرر لاعتقالها.

تشديد الإجراءات الأمنية

وقال المتحدث باسم الرابطة الوطنية للديموقراطية، التي تتزعمها سو تشي انه علم من محاميها بنية السلطات تقديمها للمحاكمة مع امرأتين تقيمان معها.

وقال شهود عيان ان سيارة شرطة نقلت سو تشي مع المرأتين من منزلها الى السجن.

وتفيد التقارير أن القانون الذي تستند اليه التهمة الموجهة لسو كيي يخول المحكمة فرض عقوبة السجن لمدة تتراوح بين 3-5 سنوات.

وقد شددت الإجراءات الأمنية في سجن انساين حيث تحتجز سو تشي التي قضت جزءا كبيرا من السنوات التسعة عشر الماضية قيد الإقامة الجبرية، كما يحتجز في هذا السجن عدد من المعارضين الآخرين.

وكان آخر اعتقال لها في عام 2003 عقب وقوع صدامات بين نشطاء المعارضة ومؤيدي الحكومة العسكرية في بورما.

وقد جدد أمر الإقامة الجبرية العام الماضي، وهو إجراء يراه المحللون غير قانوني حتى ضمن قوانين الحكومة العسكرية، وسينتهي مفعول الأمر في نهاية شهر مايو/أيار الجاري.

وكانت الحكومة قد رفضت بداية الشهر الحالي التماسا قدمته المعارضة التي تبلغ الثالثة والستين من العمر بالافراج عنها، بالرغم من تقارير بأنها تعاني من انخفاض ضغط الدم والجفاف.

وتفيد التقارير أن وضعها الصحي قد تحسن بعد أن زارها أحد الأطباء خلال الأسبوع الجاري.

وكانت سو تشي قد اعتقلت على إثر فوز الرابطة الوطنية للديموقراطية التي تتزعمها في الانتخابات العامة عام 1990، ورفضت الحكومة العسكرية السماح للرابطة بالوصول الى السلطة.

وتخطط الحكومة العسكرية لاجراء انتخابات العام القادم.