وضع حجر الأساس لمشروع الأوتوستراد العربي في المديرج

وضع حجر الأساس لمشروع الأوتوستراد العربي في المديرج

السنيورة: تمويل الأقسام حتى المصنع أصبح مؤمّناً

المستقبل - الجمعة 15 أيار 2009 - العدد 3304 -

أعلن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ان التمويل الخارجي المتوافر لمختلف القطاعات الحيوية والمناطق اللبنانية يقدر بنحو ملياري ونصف المليار دولار، واعلن تخصيص 27 مليون دولار من هبة سعودية لتمويل مشروع يعالج مشكلة جبل النفايات في صيدا، بقيمة عشرين مليون دولار وسبعة ملايين لمشروعي سوق الخضر في طرابلس وانشاء مدرسة التل في المدينة.
وكان السنيورة يتحدث في حفل اقيم أمس بمناسبة وضع حجر الاساس لمشروع الاوتوستراد العربي قسم المديرج ـ تعنايل بحضور وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، سفير سلطنة عمان محمد بن خليل الجزمي وعدد من النواب، القائم بالاعمال السعودي عادل البخش، القائم بالاعمال الكويتي طارق الحمد، رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية في البقاع الشيخ محمد عبد الرحمن ممثلا مفتي البقاع الشيخ خليل الميس، المدير العام لوزارة الاشغال المهندس فادي النمار، رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر المدير التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية يوسف البسام، قادة الاجهزة الامنية في البقاع ورؤساء الاقسام والمصالح في الوزارات المعنية ورؤساء بلديات.
بداية القى الجسر كلمة قال فيها "إن المشروع الذي نطلقه اليوم يمتد من المديرج الى تعنايل ليتصل عندها بالقسم الذي ينفذ حاليا من تعنايل حتى المصنع وفي الفترة نفسها ستنفذ على مراحل العقود العائدة الى تطوير طريق الحازمية ـ صوفر. إن لهذا المشروع المتكامل موقعا مهما في شبكة الطرق اللبنانية سواء لجهة تحسين التواصل بين بيروت والجبل والبقاع او لجهة تطوير وسائل نقل البضائع من لبنان الى الداخل العربي وبالعكس. من هذا المنطلق ننظر الى هذا المشروع باعتباره من الاستثمارات ذات الطابع الوطني التي تعود بالنفع على الاقتصاد والمجتمع اللبنانيين بشكل عام.
وأضاف "إن مشروعا بهذه الاهمية كان يفترض أن ينجز منذ سنوات إلا أن العقود التي بدأ تنفيذها جزئيا قبل أعوام تعثر العمل بها بسبب عدم تنفيذ الاستملاكات وعندما توصلت الحكومة في آب 2005 الى حل مشكلة الاستملاكات كانت في انتظارنا مشكلة جديدة تمثلت بالارتفاع الحاد الذي طرأ على أسعار مواد البناء وبالتالي بالحاجة الى توفير تمويل إضافي لتنفيذ المشروع".
واشار الجسر الى ان ثمانية مصادر تمول المشروع، هي: الصندوق السعودي للتنمية وصندوق أوبك وهبة المملكة العربية السعودية إضافة الى الدولة اللبنانية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والبنك الاوروبي للتثمير وايطاليا والولايات المتحدة الاميركية. وحتى مساهمة الدولة اللبنانية المحدودة سنسعى الى استبدالها قريبا بقرض ميسر إضافي من الصندوق السعودي للتنمية لتخفيف العبء عن المالية العامة.
وقال "لا بد من التنويه بجهود المملكة العربية السعودية التي قدمت للمشروع حتى الآن من دون احتساب القرض الاضافي الموعود 85 مليون دولار أميركي منها 45 مليون دولار بموجب قرض ميسر و40 مليون دولار عبارة عن هبة نقدية".
من جهته، قال البسام "إننا ندرك ادراكا تاما الاهمية التي توليها الحكومة اللبنانية لِقِطاع الطرق ففي تقديرنا ان هذه الاهمية وضعت في مكانها المناسب لتسهيل انتقال الافراد والبضائع مما يوفر مزايا تفاضلية لقطاعي الاقتصاد والسياحة وهذه من اهداف التنمية فلا عجب أن يخصص ثلث اجمالي المساعدات التي قدمها الصندوق السعودي للتنمية للبنان الشقيق لبناء واعادة تأهيل وتحديث هذا القطاع المهم في جميع المناطق اللبنانية تحقيقا لمبدأ التنمية المتوازنة لكل ربوع هذا البلد الشقيق. لقد سبق أن اكتمل عدد من مشاريع الطرق الرئيسية والجسور المهمة سواء في بيروت او خارجها مثل الاوتوستراد الجنوبي والشمالي وستشهد في المقبل من الأيام عددا من مشاريع الطرق في إقليم الخروب والمتن وكسروان وعكار وغيرها".
وأشار الى انه "إضافة الى الاهتمام بقطاع النقل فقد مول الصندوق وأنجز تنفيذ مشاريع كبيرة ومهمة في قطاع الصحة تعمل حاليا ويستفيد من خدماتها جميع اللبنانيين مثل مستشفى بيروت الحكومي ومستشفيات أخرى في تبنين والهرمل وصيدا وجزين وزحلة وتجري حاليا إعادة تأهيل وتحديث مستشفيين آخرين في كل من طرابلس وبشري كما ان قطاع التعليم قد حظي بنصيب وافر من مساهمات الصندوق بتمويل إنشاء المدارس الحكومية الحديثة في جميع المناطق اللبنانية ومباني كليات الجامعة اللبنانية في فروعها في الحدث والفنار وطرابلس اضافة الى مشاريع مياه الشرب والري ومشاريع خدماتية أخرى".
وبعد كلمة المدير العام لصندوق "الاوبيك" للتنمية الدولية سليمان الحريش حول اهمية المشروع، تحدث العريضي، فقال "ثمة مناطق في لبنان تعاني حرمانا تاريخيا شاهدت فيها الكثير من مظاهر هذا الحرمان"، معطيا عكار مثلا على ذلك.
وأضاف "في هذا الموقع بالذات نطلق مشروعا لشريان حيوي أساسي يربط المناطق اللبنانية ببعضها كما يربط لبنان بكل العالم العربي انطلاقا من سوريا. ولهذا الموقع أيضا خصوصية. فعلى بعد أمتار من هنا دمرت إسرائيل واحدا من أهم الإنجازات في المنطقة إن لم يكن الاهم بتدميرها جسرا من أهم الجسور في هذه المنطقة. الاجتماع هنا للتأكيد أن إرادة اسرائيل لن تنتصر وأننا لا نزال نقاوم بكل الاشكال في التنمية وإعادة بناء كل الجسور التي هدمت وفتح كل الطرق والتأكيد أن الجسور بين اللبنانيين لم تهدم وسنبني كل الجسور ونحصنها بين اللبنانيين وبين اللبنانيين وأشقائهم العرب. نحن نقول ذلك واثقين من أننا لسنا وحدنا وما هذا الاجتماع إلا محطة جديدة للتأكيد أننا لسنا وحدنا. ثمة أشقاء وأصدقاء يقفون الى جانبنا ويدعمون مسيرتنا وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية التي كانت تاريخيا الى جانب لبنان وحمت أمنه وسلامته واستقراره المالي والاقتصادي والاجتماعي واحتضنت أبناءه في أصعب الظروف وهي اليوم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تستمر على رأس هذه المسيرة وتطلق مبادرات متتالية لحماية لبنان وامنه وسلامته واستقراره وتطوير كل قطاعاته. فشكرا للمملكة ولكل الدول التي ساعدت لبنان ووقفت الى جانبه. والمسؤولية في المقابل تقع علينا".
اما الرئيس السنيورة فقد استهل كلمته بالاشارة الى ان عقدة الاستملاكات كانت وراء تاخير كثير من المشاريع الانشائية، ومنها مشروع الاوتوستراد العربي.
وقدر التمويلُ الخارجيُّ المتوافر من خلال القروض المعقودة المبرمة وتلك التي هي قيد الإبرام، للسنوات المقبلة، لمختلف القطاعات الحيوية والمناطق اللبنانية،ُ بمليارين ونصف المليار دولار أميركي، يُضافُ إليها مليار دولار على شكل قروض ميسرة من المملكة العربية السعودية والذي أُعلنَ عنه في مؤتمر باريس ـ3.
وقال "لقد كان علينا، بعد العدوان الإسرائيلي الغاشم في تموز من العام 2006، أن نعطيَ الأَولَويةَ للمناطق المستهدَفة بالعدوان لتمكين أهلها من إعادة البناء ولتستعيدَ تلك المناطق عافيتها. ولقد عملنا على ذلك دون أن نُهْمِلَ المناطقَ الأخرى التي تُعاني من ضَعف في مستوى الخدمات العامة".
و