مهاجم المنتخب محمد عبدالحليم يحاول شق طريقه بين عدد من لاعبي منتخب زيمبابوي أول من أمس - (الغد)

نشر: 15/5/2009 الساعة .GMT+3 ) 00:53 a.m )

مهاجم المنتخب محمد عبدالحليم يحاول شق طريقه بين عدد من لاعبي منتخب زيمبابوي أول من أمس - (الغد)

لا تفريط بالتفاؤل و"نجوم الظل" يستحقون الثناء

خالد الخطاطبة

عمّان- لا مجال للافراط في التفاؤل بشأن اداء ونتيجة المنتخب الوطني لكرة القدم امام منتخب زيمبابوي، والتي جرت اول من امس على ستاد الملك عبدالله الثاني وانتهت بفوز المنتخب الوطني بنتيجة 2/0، ولكن بإمكاننا التفاؤل بإمكانية صياغة هذا المنتخب ليكون الفريق القادر على اعادة الهيبة للكرة الاردنية في المنافسات المقبلة، لا سيما عند استئناف التصفيات الآسيوية ابتداء من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

الافراط في التفاؤل قد يحبطنا في حال تعثر المنتخب في المباريات المقبلة، ولكن منبع التفاؤل يجب ان يأتي من خلال الروح القتالية العالية والانضباط والحماس اللذين ابداهما لاعبو المنتخب الذين نستطيع ان نطلق عليهم "نجوم الظل"، كون اغلبهم توارى عن النجومية مع المنتخب في السنوات الماضية، نتيجة "احتكار" لاعبي الفيصلي والوحدات للنجومية المطلقة، لتأتي مباراة زيمبابوي وتكون بمثابة التحدي لهؤلاء النجوم الذين كشفوا عن حماس وروح عالية وإصرار لتحقيق نتائج طيبة اولا، ومن ثم اثبات احقيتهم بتمثيل المنتخب اسوة بلاعبي الفيصلي والوحدات، فكان ان نجح المدير الفني عدنان حمد بمساعدة الظروف في منح هؤلاء اللاعبين فرصة المشاركة في مباراة كاملة كانوا فيها عند حسن الظن بعدما دخولا في اجواء المنافسات.

وبالعودة الى الجانبين النفسي والفني اللذين رافقا المنتخب امام زيمبابوي، فيمكن القول ان اللاعبين سرعان من تغلبوا على الضغط النفسي عندما عادوا للدخول في اجواء المباراة بعد مرور ثلث ساعة تقريبا على اللقاء.

أما الجانب الفني في مباراة الاردن وزيمبابوي، فيمكن القول ان المنتخب كان جيدا رغم تأخره في الدخول في اجواء المباراة، فالدقائق الاولى شهدت امتلاكا اكبر للكرة من جانب الضيوف، ولكن من دون خطورة على مرمى معتز ياسين، لتشهد الدقائق التالية عودة تدريجية للاعبي المنتخب الى اجواء المباراة.

وإذا ما تم استعراض السلبيات الفنية التي رافقت الاداء في الشوط الاول، فلا بد من التطرق اولا الى ضعف الاسناد الهجومي من الظهيرين شادي ابو هشهش وحازم جودت اللذين بالغا في الواجبات الدفاعية، فكان ان انقطعت خطوط المنتخب، وأصبح لاعبو الوسط وخاصة الطرفان رائد النواطير ومهند محارمة بلا اسناد حقيقي، واكتفيا بالاجتهادات الشخصية التي كانت تدفعهما احيانا الى تغيير أماكنهما لاستلام الكرات، فتنبه المدير الفني عدنان حمد لهذا الخلل الواضح في اداء ابو هشهش وجودت، ليأتي الشوط الثاني مغايرا بعد تحلي الظهيرين بالجرأة في التقدم بحسب المجريات دون ان يكون ذلك على حساب الواجبات الدفاعية، ليظهر ابو هشهش وجودت بشكل اكثر فعالية في الشوط الثاني، وبالتالي كان من الطبيعي ان ترتفع وتيرة المنتخب الهجومية، ثم تسجيل هدفي الفوز، ليؤكد ذلك ان الحلول متوفرة لمعالجة اي خلل شريطة توجيه اللاعبين بالشكل الصحيح.

وبالعودة الى الامور الفنية الاخرى، فإن اللاعب رائد النواطير كان بإمكان المنتخب استثمار نزعته الهجومية بشكل افضل فيما لو لعب في جهته المعهودة (الميسرة) بدلا من اللعب في الميمنة في المباراة الاخيرة، ليحد ذلك من طلعاته الهجومية التي كانت موجودة في المباراة ولكن ليس كالمعتاد رغم نشاطه الملحوظ في اللقاء، اما ايجابيات المنتخب في اللقاء فأبرزها الانضباط الذي ابداه اللاعبون من خلال الالتزام بالتعليمات، وتطبيق ما يريده المدرب بقدر كبير رغم بعض الهفوات.

وشهد اللقاء بروز الحارس معتز ياسين الذي انقذ المرمى من هدفين محققين، ولفت انس بني ياسين الانظار بثقته في اللعب في الخلف، ولكن هذا ليس مؤشرا نهائيا في ظل غياب خطورة زيمبابوي الهجومية.

كما برز عبدالله ذيب في طلعاته الهجومية التي اسفرت عن تسجيله الهدف الاول وصناعة الهدف الثاني، وأظهر محمد عبدالحليم خامة كروية جيدة في الهجوم، اضافة الى اجادة احمد هايل التحرك في المنطقة الامامية بعد اشراكه في الشوط الثاني، وظهر مهند المحارمة كلاعب مهاري قادر على اثراء المهاجمين بالكرات في حال سخر المدرب مهاراته بشكل اكبر لصالح المنتخب.

عموما قدم اللاعبون اداء جيدا ربما يشكل حافزا للاعبي الفيصلي والوحدات المنضمين للمنتخب لبذل جهد أكبر، لحجز مكانهم كأساسيين في صفوف المنتخب، بعد ان ايقنوا ان اسماءهم ونجوميتهم لن تكون "جواز سفر" لحجز اماكنهم في المنتخب، لا سيما وأن المدرب اكد اكثر من مرة ان المستوى سيكون الاساس في اختيار التشكيلة النهائية.