لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
للحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم معجزات أكرمه الله بها, وصدق رسالته بمثلها بلغت ألف معجزة, هكذا قرر أهل العلم إن لم تكن أكثر من ذلك وأولى تلك المعجزات هي :
أولى المعجزات : "القرآن الكريم"
لأنه كلام الله تعالى أوحاه إليه, فدل ذلك على نبوته, وصدقه في رسالته, لأن القرآن الكريم معجز بحروفه وكلماته وتراكيبه, ومعانيه, وأخبار الغيوب التي وردت فيه, فكانت كما أخبر, كما هو معجز بالأحكام الشرعية والقضايا العقلية التي لا قبل للبشر بمثلها, مع التحدي القائم إلى اليوم أن يأتي الإنس أو الجن –متعاونين- بمثله إن استطاعوا.
قال تعالى موحيه ومنزله : "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا".سورة الإسراء الآية 88.
وتحدى العرب أرباب الفصاحة والبلاغة والبيان على أن يأتوا بعشر سور مثله فما استطاعوا. قال تعالى : "أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات". سورة هود الآية 13 .
بعد ذلك تحداهم بسورة واحدة من مثله فقال : "وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين 23 فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا 24" سورة البقرة الآيتان 23 و24. نفيا لقدرتهم على الإتيان بسورة مثل القرآن في مستقبل الأيام, وقد مضى حتى الآن ألف وأربعمائة وستة وعشرون سنة, ولم يستطع الكافرون أن يأتوا بسورة من مثله.
وبهذا كان القرآن معجزة خالدة , باقية ببقاء هذه الحياة, ولذا سيخلد الإسلام ويبقى إلى نهاية الحياة, لأن معجزته باقية كذلك.
أستودعكم الله وإلى ثاني معجزة محمدية بحول الله بعنوان "انشقاق القمر"
.
ثاني المعجزات : "انشقاق القمر"
روى أحمد, والبخاري ومسلم في صحيحيهما, أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية حتى يِؤمنوا بما جاء به, فأراهم القمر شقين. "يعني انقسم القمر إلى جزئين".
قال مطعم : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصار فرقتين, فرقة على هذا الجبل, وفرقة على هذا الجبل, فقال أهل مكة : سحرنا محمد. فأنزل الله تعالى مصداق ذلك قوله : " اقتربت الساعة وانشق القمر - 1- وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر-2- وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر -3- (سورة القمر الآيات 1-2-3).
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه وإلى المعجزة الثالثة بحول الله والتي تحمل عنوان" نزول المطر بدعائه".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
ثالثة المعجزات : "نزول المطر بدعائه صلى الله عليه وسلم"
في رواية للإمام البخاري رضي الله عنه :
لقد أمحلت البلاد, وأصابها قحط شديد, فدخل رجل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب, فاستقبل الرجل النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله , هلكت الأموال, وانقطعت السبل, فادع الله لنا يغيثنا, فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال : "اللهم اسقنا, اللهم اسقنا, اللهم اسقنا" قال أنس : والله ما في السماء من سحاب ولا قزعة, ولا شيء, وما بيننا وبين سلع (وهو جبل داخل المدينة النبوية اليوم) من بيت ولا دار, فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس, فلما توسطت السماء انتشرت, ثم أمطرت, والله مارأينا الشمس ستا (يعني ستة أيام).
ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب, فاستقبله الرجل وقال : يا رسول الله , هلكت الأموال, وانقطعت السبل, ادع الله يمسكها, فرفع النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام يديه وقال : "اللهم حوالينا ولا علينا, اللهم على الآكام (وهي التلال الصغيرة) والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر". قال أنس : فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس.
فهذه المعجزة وهي نزول المطر بدعائه صلى الله عليه وسلم, قد كررت مرات عديدة, وهي معجزة سماوية كانشقاق القمر لا دخل لغير القدرة الإلاهية فيها, وهي آية نبوته عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليمات. ولكثرة تكرار هذه الاية كانوا يرددون قول أبي طالب في حق النبي المصطفى :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه *** ثمال اليتامى عصمة للأرامل
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته