نصر الله: لم أسمع البطريرك يوماً يتحدث

نصر الله: لم أسمع البطريرك
يوماً يتحدث
عن تهديد إسرائيل للكيان اللبناني

المستقبل - الخميس 18 حزيران 2009 - العدد 3337 -

اعتبر أمين عام "حزب الله" السيد
حسن نصر الله أنه "كمواطن لبناني لن أفهم كيف قصد البطريرك (الماروني الكاردينال
نصر الله) صفير بأنه إذا فازت المعارضة ستتغير هوية لبنان"، وزعم أن "البطريرك منذ
الثمانينات موجود في لبنان وقد شهد البلد حروباًً من إسرائيل، ولم أسمع منه أي
تعليق عن تهديد للكيان من قبل إسرائيل، فيما فوز المعارضة رأى فيه تهديداً لكيان
لبنان"، وأشار إلى أن "عدم توفر الإجماع لدى الشيعة حول ولاية الفقيه لا يمنع أنها
تبقى من عقيدتنا"، متحدثاً عن شراء أصوات ومنع الناس من التصويت لفريق المعارضة "ما
يشكك بنتائج الانتخابات ونزاهتها".
كلام نصر الله جاء خلال تكريم الماكينات
الانتخابية في مناطق بيروت وجبل لبنان والشمال مساء أمس، حيث قال: "منذ البداية لم
يكن هدفنا زيادة عدد نواب حزب الله بل كنا نريد أن تفوز المعارضة بأكبر عدد من
النواب لتحقيق برنامج وطني إصلاحي، وهذا الهدف لم يتحقق وذلك لاعتبارات عديدة
مختلفة"، وأضاف: "قيل أن حزب الله لم يكن حقيقة يريد للمعارضة أن تفوز، لكننا نقول
إن هذا غير صحيح على الإطلاق"، معتبراً أن الحزب "بذل أقصى جهد ممكن لتحقيق هدف
الفوز، لكن عوامل عديدة أدت إلى أن تكون النتيجة مختلفة".
وإذ اعترف نصر الله
بأن "هناك شعوراً "بالزعل" لخسارتنا الانتخابات، لكن عزيمتنا لم تهتز ولا إيماننا"،
اعتبر أن "الفريق الآخر خاض خطابه الانتخابي على أساس الافتراءات والكذب والأضاليل
بغية فوزه بعدد إضافي من الأصوات، فيما نحن لم نفعل ذلك، ولم يكن بمقدورنا أن نفعل
ما فعلوه لأن لدينا التزامنا الديني والأخلاقي".
وقال: "لقد أمطرت علينا السماء
أكاذيب، وكان على المعارضة أن تحمل المظلات لكي تدافع عن نفسها، فكانت في موقع
دفاعي".
وأضاف: "أنا كمواطن لبناني لن أفهم كيف قصد البطريرك (الماروني نصر
الله) صفير بأنه إذا فازت المعارضة ستتغير هوية لبنان".
وزعم أن "البطريرك منذ
الثمانينات موجود في لبنان وقد شهد البلد حروباً من إسرائيل، ولم أسمع منه أي تعليق
عن تهديد للكيان من قبل إسرائيل، فيما فوز المعارضة رأى فيه تهديداً لكيان لبنان"،
وقال: "أما بالنسبة لقول البطريرك عن تهديد لهوية لبنان العربية، فنحن في المعارضة
لبنانيون عرب، أما سوريا في حال كانت هي المقصودة فهي عربية أيضاً، وفي حال كانت
إيران هي المقصودة فحضارة إيران اليوم هي ليست فارسية بل إسلامية تقوم على دين محمد
العربي القريشي، مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران هو عربي من سلالة رسول
الله".
واقترح "في كل حال على إخواني جملة مواقف وخطوات يجب أن نعلنها كي نمنع
مخاوف البطريرك صفير من أي تهديد تتعرض له هوية لبنان العربية، وأن نطلب من صفير أن
يؤيدها في بيان علني"، ورأى أننا "في بلد يحترم حرية المعتقد والدين، وموضوع ولاية
الفقيه والإمامة هو من صلب عقيدتنا الدينية، وأي إساءة له هي إساءة
لديننا".
وأضاف: "عدم توفر الإجماع لدى الشيعة حول ولاية الفقيه لا يمنع أنها
تبقى من عقيدتنا، ولذلك بكل أدب اقول لكم قولوا في السياسة ما شئتم وابتعدوا عن
الإساءة لمعتقداتنا".
وأشار إلى أن "الانتخابات اللبنانية لم تجرِ تحت ترهيب
السلاح كما كانوا يدعون، بل تحت تهديد إسرائيلي وأميركي وعربي لخيارات الناخبين"،
ناصحاً "فريق 14 آذار بأن يتركوا الانتخابات الإيرانية بحالها فهم لا يفهمون فيها
شيئًا، وينقص بعد أن يقولوا أن احمدي نجاد هو 8 آذار ومير حسين موسوي هو 14 آذار".
وقال: "تحت عباءة ولاية الفقيه أقول إن إيران ستتجاوز هذه المحنة".
واعترف نصر
الله أن "دائرة زحلة هي التي غيرت المعادلة برمتّها في الانتخابات"، لكنه في نفس
الوقت قال: "أحد النواب الفائزين في زحلة قالها علناً للمغتربين أنه لولا تصويتهم
لم ينجح في زحلة"، مشيراً إلى أن
"الفريق الآخر أنفق ما يقارب 750 مليون دولار،
وعلى سبيل المزاح كانوا أعطونا هذه الأموال وتركنا لهم الأكثرية من دون أي تعب،
وقدمنا هذه الأموال لاستكمال التعويضات"، وقال: "ما لا يمكن قبوله هو عملية شراء
الأصوات وشراء القناعات، وخصوصاً في زحلة حيث كان سعر الأصوات يرتفع مع اقتراب موعد
إقفال الصناديق، كما تم دفع أموال لناس كي لا يصوتوا فقط، وهذا الموضوع يشكك
بالنتائج وبنزاهة الانتخابات، وسنتابع هذا الموضوع بالطرق القانونية ولن نقطع طريق
أو نقيم اعتصاماً أو ما شابه وسنحافظ على جو التهدئة".
ورأى نصر الله أن
"التحريض الطائفي كان له دور في الانتخابات وبعضه ما زال مستمراً بعد الانتخابات،
وهو أخطر من المال وأخطر من كل الأمور الأخرى(..)، وأنا هنا أدق ناقوس الخطر، ونحن
لم نستخدم الخطاب الطائفي لأننا لسنا بحاجة ولأننا لسنا ضعفاء"، وأضاف: "أكثر من
تعرضوا للتحريض الطائفي هم الشيعة والأرمن".
وأشار إلى أنه "في هذه الانتخابات
حصل تحريض كبير منه الواضح ومنه المبطن، ومحور التحريض أنه في حال فازت المعارضة
فسيحكم الشيعة لبنان"، معتبراً أن "هذا الكلام ـ وتحت سقف التهدئة ـ هو كذب، فنحن
كشيعة أقصى ما نطمح إليه هو الشراكة الحقيقية ونؤمن بخصوصية لبنان وتعدديته وتنوعه،
ونؤمن بأن لا طائفة أو حزب قادراً على حكم لبنان مهما بلغ شأنه، فلبنان لا يُحكم
إلا بتوافق جميع أبنائه وطوائفه".
وإذ اعتبر أنه "في هذه الانتخابات لم نكن
بحاجة إلى التكليف الشرعي أصلاً"، قال: "الرسالة الأقوى التي جاء الناخب الشيعي
ليقدمها، وإن كان الكثير من بقية الطوائف أعطى الرسالة نفسها، هو التعبير عن مزاج
ضدّ ما قيل عن تبدل المزاج الشيعي وأنهم يذهبون بقوة السلاح".
وإذ تحدث نصر الله
عن النواب الشيعة الذي كانوا في تحالف 14 آذار ولم يحصلوا إلا علىالقليل من الصوت
الشيعي معطياً بعض الأمثلة في البقاع الغربي وزحلة وغيرها، قال: "هذا الأمر يؤكد أن
هناك اتجاهاً جارفاً ليس ناجماً عن عصبية طائفية، بل عن قناعة سياسية واضحة لدى هذا
الفريق"، ولكنه في نفس الوقت جدد القول "أني اعترف بأن هؤلاء الذين فازوا هم نواب
وفق القانون".

» شافيز: إمبراطورية أميركا الملعونة ستزول يوماً
» رئيس الوزراء الفرنسي في تونس يتحدث عن التعاون ويتجنب حقوق الانسان
» الله الله في القرب منه
» "آبل" تبيع مليوني جهاز "آي باد" خلال 59 يوماً
» اين الله