كثفت تركيا جهود انضمامها إلى
الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي انتقد فيه رئيس
وزرائها
رجب طيب أردوغان موقف فرنسا وألمانيا من هذا
الانضمام لتبنيهما مقترحا يمنح تركياً "شراكة مميزة" بدل العضوية الكاملة.
وقال أردوغان الذي يزور بروكسل في إطار مساعيه
لإحياء جهود بلاده للانضمام إلى الاتحاد إن أنقرة تمضي قدما في التغييرات القانونية
والسياسية المطلوبة للانضمام إلى التكتل الذي يضم 27 دولة، نافياً أن تكون
الإصلاحات قد توقفت.
واتهم أردوغان فرنسا وألمانيا بتعطيل المساعي
التركية عبر طرح "الشراكة المميزة" التي تمنح أنقرة علاقات مميزة في التجارة
ومجالات أخرى بديلا عن العضوية الكاملة.
وقال للصحفيين "لا يمكن لتركيا قبول موقف ألمانيا
وفرنسا"، وتابع "لا توجد شراكة مميزة في قوانين الاتحاد الأوروبي"، مؤكداً أن هدف
بلاده هو "العضوية الكاملة" وأن "أي بديل آخر غير وارد".
وأعرب أردوغان عن غضبه من تصريحات الرئيس الفرنسي
نيكولا ساركوزي الأخيرة حول هذا الموضوع، وقال
إن "بعض الساسة ضيقي الأفق استخدموا تركيا كمادة انتخابية (خلال حملة انتخابات
البرلمان الأوروبي الأخيرة)، ونعتقد أن هذا خطأ فادح وشعبوي للغاية".
وكانت تركيا قد كثفت جهودها الدبلوماسية بهدف تعزيز
فرصتها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، حيث زار أردوغان بروكسل مرتين في غضون
ثلاثة أشهر.
فصول التفاوض
ويتواجد وزير الخارجية التركي أحمد داود
أوغلو اليوم الجمعة في بروكسل حيث اجتمع بمفوض شؤون توسيع الاتحاد الأوروبي أولي
رين، وذلك قبل عقد مؤتمر حول انضمام تركيا إلى الاتحاد يوم الثلاثاء المقبل.
وقال أوغلو عقب الاجتماع "لقد كثفنا اتصالاتنا مع
المفوضية الأوروبية، وسنعمل جاهدين على انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي في
أقرب وقت ممكن".
وتتوقع تركيا والاتحاد الأوروبي فتح مباحثات
"الفصل" الحادي عشر من فصول التفاوض الخمسة والثلاثين التي تهدف إلى الارتقاء
بالتشريع التركي إلى معايير الاتحاد. وكانت محادثات العضوية قد بدأت بين أنقرة
والمفوضية عام 2005.
من جهته استبعد رين توقعات حصول تركيا على العضوية
بسرعة، إذ أشار إلى أن فتح فصول التفاوض العشرة الأولى استغرق ثلاث سنوات، كما
يعتقد محللون أن الوصول إلى المفاوضات النهائية قد يستغرق عشر سنوات أخرى.
الجدير بالذكر أن الخلاف الذي دب بعد احتلال تركيا
للجزء الشمالي من قبرص كان أحد عوامل عرقلة التقدم في مفاوضات العضوية، بالإضافة
إلى معارضة عدد من الدول الأعضاء الكبرى في الاتحاد -مثل فرنسا وألمانيا- لفكرة
انضمام أنقرة إلى التكتل الأوروبي