اجتمع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (
ناتو) مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف في جزيرة كورفو
اليونانية، وذلك في أعلى مستوى للاتصال منذ حرب جورجيا. وأكد رئيس الوزراء الإيطالي
سيلفيو برلسكوني أن روسيا تعتزم استئناف التعاون "بشكل
تام".
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب
شيفر قبل بدء المباحثات إن هذا الاجتماع يشكل استئنافا لعلاقات الحلف مع
روسيا.
أما رئيس الوزراء الإيطالي فأكد وجود رغبة روسية
واضحة لاستئناف العلاقات بين الطرفين، حيث يعد اللقاء هو الأول من نوعه بعدما قرر
الحلف الأطلسي تجميد أنشطة المجلس في أغسطس/آب الماضي احتجاجا على توغل القوات
الروسية في مناطق داخل جورجيا.
وقال برلسكوني "نحن نريد نبذ الماضي خلفنا، الحرب
الباردة. نعتزم استئناف التعاون المطلق". وأكد أن هذا التعاون سيكون بشكل رئيسي
فيما يتعلق بمنع انتشار الأسلحة النووية ومحاربة الإرهاب والقرصنة.
ويبحث الاجتماع مرحلة جديدة من التعاون بشأن
قضايا مثل أفغانستان ومكافحة "الإرهاب". وسيبقى العديد من وزراء خارجية الحلف
المجتمعين في جزيرة كورفو اليونانية من أجل مراجعة غير رسمية يقوم بها
الاتحاد الأوروبي للعلاقات مع إيران بشأن الإجراءات التي
اتخذتها ضد المتظاهرين المؤيدين للمعارضة عقب الانتخابات الرئاسية الإيرانية.
إيران
حاضرة
كما سيحضر الوزراء الأوروبيون جلسة لأكبر هيئة
أوروبية للأمن وحقوق الإنسان للتعامل مع التوتر في العلاقات بين الغرب وروسيا الذي
أثاره صراع جورجيا.
وسيقوم وزراء خارجية منظمة الأمن والتعاون في
أوروبا في وقت لاحق من عطلة نهاية الأسبوع بتقييم سبل تجاوز الخلافات الروسية
الغربية فيما يتعلق بجورجيا وبخصوص "نظام أمني أوروبي" جديد اقترحه ميدفيديف.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر
شتاينماير إن النظام الذي يقترحه ميدفيديف لا يمكن أن يكون بديلا لحلف شمال الأطلسي
الذي يضم 29 دولة أو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تضم 56 دولة، لكنه قال
إن فرصة قد سنحت لحل المشكلات الممتدة ومن بينها الدفاع الصاروخي وتقليص الترسانات
النووية والتقليدية.
وحسب توقعات بعض الدبلوماسيين فإن الاجتماع
الذي سيجرى على هامش مؤتمر منظمة الأمن والتعاون لن يسفر عن قرارات وإنما يهدف بشكل
رئيسي إلى إعادة فتح باب الحوار بين الجانبين.
يذكر أن هذه الاجتماعات تأتي قبل أسبوع من
القمة المقررة بين الرئيس الأميركي
باراك أوباما والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في موسكو
واجتماع قمة للدول الثماني الكبرى في روما.
ويهدف هذا النشاط الدبلوماسي إلى إصلاح
العلاقات بعد أن سحقت روسيا محاولة جورجيا استعادة إقليم
أوسيتيا الجنوبية المتمرد،
ثم ظهور خطط الولايات المتحدة لبناء درع صاروخي على أعتاب روسيا وهو ما أعاد أجواء
التوتر التي ميزت مرحلة الحرب الباردة.
وكان الحوار بين دول حلف الناتو وروسيا قد
انقطع بعد صراع جورجيا في أغسطس/آب 2008 لكنه عاد تدريجيا على مستوى أدنى، وتشكل
تدريجيا مناخ للمصالحة منذ تولي أوباما منصبه رئيسا للولايات المتحدة متبنيا سياسة
مناقضة للسياسة الانفرادية لسلفه
جورج بوش.