صيانة الدستور يصدر تقريره بشأن الانتخابات وكروبي يطالب بلجنة مستقلة

طهران : يصدر مجلس صيانة الدستور الايراني اليوم الأحد
الرأي النهائي بشأن نتائج الانتخابات التي شهدتها البلاد في الثاني عشر من الشهر
الجاري وأسفرت عن فوز الرئيس أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية.

يتزامن إعلان صيانة الدستور مع طلب المرشح السابق
للانتخابات الرئاسية مهدي كروبي بأن تتولى لجنة مستقلة التحقيق في نتائج الانتخابات
، قائلا: "إذا عين مجلس صيانة الدستور لجنة مستقلة ذات صلاحيات كاملة للتحقيق
الشامل في مجرى الانتخابات فسأرحب بذلك وأسعين ممثلا عني للمشاركة في أعمالها".

ورفض المرشح الاصلاحي الخاسر في الانتخابات مير حسين
موسوي "صفقة" تسوية النزاع التي طرحها مجلس صيانة الدستور لاعادة فرز جزئي للأصوات
في الانتخابات.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن موسوي في
بيان صدر عنه في موقعه على الانترنت: "الحل الامثل هو إعادة إجراء الانتخابات
بكاملها".

وأعرب موسوي عن استعداده لقبول مراجعة التصويت من قبل
جهة محايدة ، إلا أن مجلس صيانة الدستورقال في وقت سابق ان التصويت بشكل عام في تلك
الانتخابات كان نزيها وعادلا.

وكان مجلس صيانة الدستور وهو أعلى سلطة تشريعية في
إيران عرض أمس السبت على موسوي "صفقة" لتسوية النزاع بشأن ادعاءات تزوير
الانتخابات.

ونقلت وكالة إسنا الطلابية عن المتحدث باسم المجلس
عباس علي كدخدائي قوله إنه ستشكل لجنة خاصة لمراجعة نتائج الانتخابات المتنازع
عليها التي أدت إلى فوز الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.

ودعا المجلس
أيضا موسوي ومهدي كروبي، المرشح الآخر الذي خسر في الانتخابات التي جرت في 12
يونيو/ حزيران الجاري، إلى إرسال ممثلين عنهما في غضون 24 ساعة للانضمام إلى
اللجنة.

وكان موسوي قد طالب بتشكيل لجنة مستقلة لتقييم نتائج الانتخابات،
ولكن المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي رفض هذا الطلب وقال إن كلا من
الدستور والقوانين السائدة أعطى مجلس صيانة الدستور السلطة الوحيدة فيما يتعلق
بنتائج الانتخابات.

ومن جانبه ، أعرب المرشح المحافظ للانتخابات محسن
رضائي عن استعداده للمشاركة في لجنة خاصة انشأها مجلس صيانة الدستور لاعادة فرز نحو
عشرة في المئة من الاصوات المقترعة بشرط مشاركة المرشحين الرئيسيين موسوي وكروبي.

حملة تطهير

وعلى صعيد نتائج الانتخابات على النظام الإيراني ،
قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن معارضي الرئيس نجاد يتوقعون أن يشن الاخير حملة
تطهير واسعة تستهدف كل من وقف ضد اعادة انتخابه بل حتى الذين لم يقفوا الى جانيه
علانية بعد ان يؤدي اليمين اوائل شهر اغسطس/آب المقبل.

وتقول الصحيفة ان حملة التطهير قد بدأت عمليا فقد تم
طرد نائب وزير النفط اكبر توركان من منصبه رغم أنه من الوجوه الصاعدة في الحكومة
بعد ان كتب مقالة في احدى الصحف المتعاطفة مع المعارضة.

وتنقل الصحيفة عن أوساط ايرانية ان 17 من كبار ضباط
الحرس الثوري نقلوا إلى وظائف اخرى بسبب الشكوك بولائهم وهو ما اعتاد عليه نجاد اذ
انه استبدل حكام جميع المحافظات الايرانية والسفراء والوزراء بشخصيات موالية منذ
توليه منصبه عام 2004.

إنقسام إيران

وفي ذات السياق ، كشفت صحيفة "الاوبزرفر" البريطانية
اليوم الأحد أن التوتر الذي اندلع في شوارع إيران عقب الانتخابات الرئاسية انتقل
إلى أروقة النظام السياسي الإيراني ، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الصراع السياسي
بين المحافظين من أنصار المرشد الاعلى علي خامنئي الذي يقف بقوة إلى جانب الرئيس
محمود احمدي نجاد من جهة والتيار الاصلاحي والمعتدلين وحتى بعض اوساط المحافظين من
جهة اخرى.

وقالت الصحيفة إن رئيس مجلس تشخيص النظام الرئيس
السابق هاشمي رفسنجاني يخطط لتقويض نفوذ خامئني الذي تراجع خلال الاسابيع
الاخيرة.

ويتزامن ذلك مع نشوب توتر بين نجاد ورئيس البرلمان علي
لاريجاني ، الذي أعلن انه بصدد تشكيل لجنة من البرلمان لبحث حوادث العنف التي جرت
بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات بينما اعلن انصار نجاد في البرلمان انهم درسوا
امكانية توجيه توبيخ للاريجاني.

وتضيف الصحيفة ان من مظاهر الازمة التي تعيشها ايران
الان انقسام داخل مجلس الخبراء بين رفسنجاني واية الله مصباح يزدي الذي يعتبر
المرشد الروحي لنجاد ويحظى بشعبية في اوساط الحرس الثوري ومليشيا الباسيج.

مداهمات الباسيج

من جانب آخر اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق
الانسان، عناصر الباسيج التابعة للحرس الثوري الايراني بمداهمة المنازل في جنح
الليل، واتلاف الممتلكات وضرب المدنيين.

وقالت المنظمة ان تلك المداهمات تستهدف منع الهتافات
المعادية للحكومة والتي تصدر على ما يبدو من اسطح بعض البيوت او البنايات.

وأضافت المنظمة ان الباسيج صادروا اطباق استلام البث
الفضائي من الناس الذي يشتبه بانهم يشاهدون برامج اخبارية اجنبية.

يذكر ان المعارضين، وبعد منعهم من الاحتجاج في شوارع
المدن الايرانية، شرعوا في الهتاف ضد الحكومة باصوات عالية من فوق اسطح المنازل
والبنايات خلال الايام القليلة الماضية.

» موسوي يسلم صيانة الدستور المخالفات
» صيانة الدستور يعرض تسوية على موسوي
» بن همام يطالب بالتحقيق في رشاوى الانتخابات الآسيوية
» بيلوسي تتهم إدارة بوش بالكذب بشأن التعذيب
» حكومة سريلانكا تتجاهل الانتقادات بشأن الحرب مع المتمردين