الانتخابات الموريتانية: سؤال وجواب
مع بدء الناخبين الموريتانيين اليوم الإدلاء بأصواتهم لاختيار
رئيس جديد لبلادهم بعد 11 شهرا من الحكم العسكري، نسلط الضوء فيما يلي على
الانتخابات التي تجري في تلك البلاد الأفريقية ونستشرف أبعاد الحدث في ثمانية أجوبة
على أسئلة تتناول جوانبه المختلفة.
يتفاءل الموريتانيون بأن يشهدوا انتخابات حرة ونزيهة تعزز
الاستقرار في البلاد
سؤال: ما هي اتفاقية دكار وما هو مضمونها؟
تم التوصل إلى اتفاقية دكار في ختام المحادثات التي أجرتها
الأطراف الموريتانية المعنية في السنغال في السادس والعشرين من شهر حزيران/مارس
الماضي، والتي أنهت أشهرا من الاحتجاجات التي عمَّت شوارع البلاد وقام بها أنصار
ائتلاف الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية المعارض.
وقد أدت الاتفاقية المذكورة إلى تقديم الجنرال محمد ولد الشيخ
عبد الله استقالته رسميا من رئاسة البلاد، وذلك بعد 11 شهرا من إطاحته برئيس البلاد
المنتخب. كما نجم عن الاتفاقية أيضا تشكيل مفوضية مستقلة للانتخابات.
سؤال: ومن الذي يمكنه الترشح للانتخابات؟يمكن لأي مواطن موريتاني الترشح للانتخابات الرئاسية، ما عدا العاملين في السلك
العسكري أو من كان لديهم سوابق إجرامية. كما يتعين أن يكون المرشحون من مواليد
موريتانيا، وممن يدينون بالدين الإسلامي، وأن تكون أعمارهم تتراوح ما بين الأربعين
والخامسة والسبعين من العمر.
ووفقا للتعديلات التي أُجريت على الدستور في عام 2006، فإن الرئيس يُنتخب بشكل
مباشر من قبل الشعب لولاية تكون مدتها خمس سنوات. كما يُلزم الدستور الرئيس أيضا
بعدم الترشح لأكثر من ولايتين رئاسيتين متعاقبتين.
سؤال: ومن هم أبرز المرشحين للرئاسة في الانتخابات الحالية؟أطاح ولد عبد العزيز بسيدي ولد الشيخ عبد الله في آب/أغسطس
الماضي
محمد ولد عبد العزيز: هو الجنرال الذين أطاح، كما أسلفنا،
بالرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله في شهر آب/أغسطس الماضي. وقد ترشح ولد عبد العزيز
للانتخابات بصفته زعيما لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي انضم إليه 83 نائبا من
أصل نواب البرلمان (الجمعية الوطنية) البالغ عددهم 151 نائبا.
وقد خاض ولد عبد العزيز حملته الانتخابية على أساس برنامجه لمكافحة الفقر
والفساد.
أحمد ولد داداه: زعيم التجمع المعارض الرئيسي، والمعروف باسم
تكتل القوى الديمقراطية. ويُعتبر ولد داداه المنافس الأقوى لولد عبد العزيز.
يُذكر أن أحمد ولد داداه كان قد تبوأ مناصب رفيعة عدة في الحكومة الموريتانية
خلال ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم، وهو أخ غير شقيق للمختار ولد داداه، أول
رئيس للبلاد.
يُعتبر أحمد ولد داداه المنافس الأقوى لولد عبد العزيز في
الانتخابات
خسر أحمد ولد داداه في انتخابات عام 2007 التي فاز بها الرئيس ولد الشيخ عبد
الله. لكنه هذه المرة، وكونه متحالف مع ائتلاف الجبهة الوطنية
للدفاع عن الديمقراطية، فإن أحمد ولد داداه يحظى بدعم الشخصيات الاقتصادية
والسياسية الرئيسية في البلاد.
سؤال: ومن هم المرشحون الآخرون؟إبراهيم مختار صار: صحفي وزعيم حزب التحالف من أجل العدالة
والديمقراطية/حركة التجديد. خاض صار سباق الانتخابات الرئاسية عام 2007 على أرضية
المطالبة بالمساواة بالحقوق للمواطنين الموريتانيين الأفارقة. وهو من أنصار
الانقلاب الذي قام به ولد عبد العزيز عام 2008.
مسعود ولد بلخير: يساري مخضرم ويرأس حاليا الجمعية الوطنية
(البرلمان). يتزعم بلخير حزب التحالف الشعبي التقدمي، وهو أحد أبرز المناوئين
لسلطات ولد عبد العزيز المنبثقة عن انقلاب 6 أغسطس/آب الماضي، وقد وافق على دعم
أحمد ولد داداه في الجولة الثانية من الانتخابات.
كان حامدو بابا: عضو قديم في تكتل القوى الديمقراطية الذي
يتزعمه أحمد ولد داداه، لكنه انشق عنه في أعقاب انقلاب العام الماضي.
محمد جميل ولد منصور: رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية
(تواصل)، وهو أول إسلامي يترشح للرئاسة في موريتانيا. ضرب حزبه عرض الحائط بتقليد
إسلامي محلي وانضم إلى ائتلاف الجبهة الوطنية للدفاع عن
الديمقراطية.
اعلي ولد محمد فال: رئيس المجلس العسكري الذي وصل إلى الحكم في
البلاد في أعقاب انقلابه على الرئيس السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع في
آب/أغسطس من عام 2005 واستمر في الحكم حتى عام 2007.
صلاح ولد حمادو ولد حنان: أحد أعضاء حكومة ولد عبد العزيز.
يأمل الموريتانيون بأن تنجح الانتخابات بإبعاد العسكر عن
السياسة
حمادي ولد اميمو: الرئيس السابق لهيئة مكافحة الفقر.
سؤال: لمن يحق الاقتراع؟لكل المواطنين الموريتانيين ممن هم فوق سن الثامنة عشرة من العمر، وذلك طالما
كان بحوزتهم بطاقات هوية شخصية، وكانوا مسجلين على قوائم الانتخابات. وقد بدأت
الجهات المختصة بإجراء إحصاء إضافي في شهر فبراير/شباط الماضي لتسجيل اللاجئين
العائدين من السنغال في اللوائح الانتخابية. كما سيُسمح للمغتربين بالإدلاء
بأصواتهم في الانتخابات، وفقا للقوانين الجديدة.
سؤال: وكيف يُقرر الفائز بالانتخابات؟في حال لم يفز أي من المرشحين بالغالبية المطلقة لأصوات من يقترعون في 18
تموز/يوليو، يخوض المرشحان اللذان يحصلان على أكبر نسب من الأصوات الجولة الثانية
من الانتخابات التي تُجرى في الأول من شهر آب/أغسطس.
سؤال: وهل تتمتع التغطية الإعلامية للانتخابات بالنزاهة والإنصاف؟يبدو أن كافة الناخبين لديهم كامل الحق بالوصول إلى وسائل الإعلام الحكومية
والخاصة. وقد هدد ولد عبد العزيز بمقاطعة قناة الجزيرة الفضائية بسبب انحيازها
المزعوم لأحمد ولد داداه، وهي التهمة التي نفتها القناة القطرية جملة وتفصيلا. كما
اشتكى ائتلاف الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية في وقت سابق
من تغطية الجزيرة المنحازة ضده.
سؤال: وهل يُتوقع أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة؟لقد رأى المراقبون الدوليون أن انتخابات عام 2007 كانت حرة ونزيهة. كما أكد
مراقبون من كل من الاتحاد الأفريقي وفرنسا وإسبانيا ومنظمة الفرانكفونية الدولية
واتحاد المغرب العربي والجامعة العربية ومنظمة دول جنوب وشرق أفريقيا "كوميسا"
حضورهم الانتخابات الموريتانية الحالية.