إسلام آباد، واشنطن - أ ف ب، يو بي آي - قتل 10 اشخاص على الأقل بينهم
شرطيان وثلاث نساء وثلاثة محامين، وجرح حوالى 44 آخرين، في هجوم شنه
انتحاري امام مدخل محكمة في مدينة بيشاور، عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي
الغربي القبلي في باكستان، التي تشهد موجة اعتداءات دامية تنفذها حركة
«طالبان»، رداً على عمليات الجيش الواسعة ضد معقلها في اقليم جنوب
وزيرستان القبلي ايضاً (شمال غرب).
وأعلن وزير الدولة بشير بيلور ان رجلاً تزنر بنحو سبعة كيلوغرامات من
المتفجرات وصل الى مبنى المحكمة وسط بيشاور، مستقلاً دراجة نارية، وحاول
اقتحام المبنى لكن اجهزة الأمن منعته ففجر العبوة التي ادت الى تطاير رأسه
على بعد نحو 70 متراً من موقع التفجير.
واستنكر رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني «فقدان ارواح ابرياء»، علماً ان
اكثر من 2600 شخص قتلوا في هجمات شنت معظمها «طالبان» خلال سنتين ونصف
السنة.
وشهد تشرين الأول (اكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) الماضيان تصاعداً
في الهجمات، بينها تفجير انتحاري سيارة مفخخة في سوق ببيشاور في 28 تشرين
الأول أدى الى مقتل 125 شخصاً، ما مثل اسوأ هجوم منذ عامين في البلاد.
وخفت حدة الهجمات خلال الأسابيع الأخيرة، لكن اربعة مسلحين اقتحموا
مسجداً في مدينة روالبندي المجاورة لإسلام آباد الجمعة الماضي، وقتلوا 36
شخصاً بنيران رشاشاتهم وقنابل يدوية القوها داخل المسجد. كما سقط 3 قتلى
وجرح 14 شخصاً في تفجير سيارة مفخخة قرب مطعم في بيشاور السبت الماضي.
وفي كويتا، عاصمة اقليم بلوشستان (جنوب غرب) التي تشهد تمرداً انفصالياً وإسلامياً، ادى انفجار سيارة مفخخة الى جرح 8 اشخاص.
على صعيد آخر، ابلغ وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس محطة «سي بي إس»
ان الولايات المتحدة ساعدت باكستان في تحسين الترتيبات الأمنية على
أسلحتها النووية، «ما يجعلنا مطمئنين إلى أنها آمنة».
وحين سئل عن معطيات اطمئنانه، على رغم ان الولايات المتحدة لا تعرف
مواقع كل الأسلحة النووية الباكستانية، اوضح غيتس إن مصدرها معلومات متاحة
لدينا.
وقال: «علاقتنا جيدة مع الباكستانيين. وأعطيناهم بالفعل دعماً لتحسين
بعض ترتيباتهم الأمنية على مدار السنوات الماضية. وليست هذه العلاقة
جديدة».
وأجرت باكستان التي لم تنضم الى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية
تجارب نووية منذ العام 1998، ويعتقد بأنها تملك حوالى 60 رأساً نووياً
يحتمل أن تكون مخزنة في حالة مفككة، بحسب ما اورد تقرير اعدته وكالة
البحوث في الكونغرس الأميركي في تشرين الأول.
وأفاد التقرير بأن القلق في شأن الأمان النووي بعد اعتداءات 11 أيلول
(سبتمبر) 2001 دفع الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف إلى نقل الترسانة
النووية الباكستانية إلى ستة اماكن سرية.