تنظيم المساعدات لمنكوبي هايتي ودفن 70 ألف جثة
GMT 5:20:00 2010 الثلائاء 19 يناير
تكثفت عمليات الإغاثة في
هايتي حيث فتح 280 مركز إستقبال لمساعدة المنكوبين الذين ينقصهم كل شيء
بعد حوالى اسبوع على الزلزال الذي ادى الى مقتل 70 الف شخص على الاقل، في
حين ازدادت وتيرة اعمال النهب.
بورت أو برنس:
في مواجهة الفوضى والقائمين بأعمال النهب الذين يسرقون كل ما تقع عليه
ايديهم، أعلنت حكومة هايتي حال الطوارىء حتى نهاية الشهر، وكذلك الحداد
الوطني لثلاثين يوما. وبمرور الوقت ترتفع حصيلة القتلى مع اعلان الوزير
كارول جوزف دفن 70 ألف جثة في مقابر جماعية.
وقدرت القوات الاميركية ان يرتفع عدد
القتلى إلى 200 ألف مقترباً من عدد ضحايا المد البحري الهائل (تسونامي) في
نهاية 2004 في المحيط الهندي والذي اوقع 220 الف قتيل. كما اصيب 250 الفا
على الاقل في الزلزال الذي شرف مليونا ونصف مليون شخص. وقال سفير الولايات
المتحدة في هايتي كينيث مرتن في وصف ما حصل "لكأن قنبلة ذرية انفجرت".
وطلب الامين العام للامم المتحدة بان
كي مون الاثنين من مجلس الامن ارسال 3500 عنصر اضافي الى هايتي لتعزيز قوة
السلام المنتشرة فيها والبالغ عددها 11 الف رجل. وقال بان كي مون في تصريح
صحافي ادلى به اثر اجتماع تشاوري حول هايتي عقد في مقر الامم المتحدة في
نيويورك "رفعت توصية الى مجلس الامن بزيادة عدد عناصر الشرطة 1500 عنصر
وعدد العسكريين 2000 لمدة ستة اشهر".
وقال بان كي مون "شاهدت دمارا رهيبا
والاحتياجات هناك هائلة. وسمعت بشكل واضح رسالة الناس في الشارع: نحن
بحاجة الى الامم المتحدة، نحن بحاجة الى العمل والغذاء". وينص مشروع قرار
سيناقشه المجلس ان القوة ستضم 8940 جنديا و3711 شرطيا من مختلف الرتب.
واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان الاثنين ان "حوادث العنف
واعمال النهب في ارتفاع، في الوقت الذي تزداد فيه خيبة الامل" في صفوف
الناجين.
واضاف البيان ان سكان بورت أو برنس
يكافحون الان فقط من اجل البقاء على قيد الحياة. الاعصاب تنهار مع ادراك
الناجين الجياع والعطشى هول الخسارة". وافادت وكالة الأنباء الفرنسية ان
الحي التجاري في وسط بورت أو برنس كان عرضة لاعمال النهب الاثنين في غياب
الشرطة. وجال عشرة رجال ملثمين بين انقاض متجر للاقمشة لسرقة ما نجا منه.
وليس بعيدا عنهم كان فتية يندسون بين انقاض مبنى لسرقة صناديق احذية جديدة.
وشوهد رجل يحمل ستيريو جديدا واثنان
يسحبان علب شامبو من بين انقاض صالون للتجميل. وعلى مقربة من انقاض القصر
الرئاسي، قال جان اوزيه (40 عاما) "الحياة قاسية، فقدن كل شىء". وقالت
زوجته "ليس لدينا لا ماء ولا صابون. لم نغير ملابسنا منذ ارتحلنا الى
هنا". وعلى صعيد المساعدات، وعد الاتحاد الاوروبي الاثنين بتخصيص 420
مليون يورو لهايتي بينها 222 مليونا كمساعدة انسانية عاجلة بعد الزلزال
المدمر الذي ضربها.
وتبذل جهود حثيثة في الوقت الحالي
لتفادي كارثة صحية وانتشار الاوبئة مع نقص مياه الشرب والمراحيض. وقال
برنامج الاغذية العالمية انه وزع 105 الاف وجبة غذائية منذ 12 كانون
الثاني/يناير، ولكنه اعلن انه بحاجة الى اكثر من 100 مليون وجبة اساسية
خلال الثلاثين يوما المقبلة. وقال البرنامج انه يتوقع وصول 43 طنا من
الاغذية الاثنين.
وبدأت حاملة الطائرات الاميركية كارل
فنسن بايصال مياه الشرب التي تنتجها على متنها الى المنكوبين في بورت أو
برنس. واقلعت اول طائرة مروحية منتصف النهار محملة بنحو 700 لتر من المياه
المحلاة. واعلنت حكومة هايتي عن فتح 280 مركز استقبال لتوزيع المواد
الغذائية وايواء المشردين. واعلنت المنظمة الدولية للهجرة عن عزمها
استحداث مخيم لايواء مئة الف مشرد بعيدا عن المنطقة المنكوبة.
وتواصل الاسرة الدولية التعبئة واعلن
الاتحاد الاوروبي عزمه تقدم نصف مليار يورو مساعدات على المدى القصير.
واعلنت شركة ديجيسل الايرلندية المزود الرئيس لخدمة الهاتف المحمول في
هايتي عن اعادة تشغيل 70% من شبكتها في بورت أو برنس. ويملك اقل من واحد
في المئة من سكان هايتي خط هاتف ثابت، كما تقول ديجيسيل التي تولي اهمية
اساسية للهاتف الجوال.
وتواجه كافة الجهود المبذولة صعوبات
لوجستية بسبب الاختناقات في المطار وتدمير المرفأ وقطع الطرقات بسبب تراكم
الانقاض، بالاضافة الى النقص المتزايد في الوقود. ورغم ان المجموعة
الدولية سارعت الى القيام بتعبئة كثيفة لمساعدة هذه الدولة الافقر في
الاميركيتين، لكن جهود المساعدة تعرقلت بسبب صعوبات لوجستية بعدما اكتظ
المطار بالطائرات ودمر المرفأ فيما قطعت الكثير من الطرقات بسبب الانقاض.
وزار الرئيس الهايتي رينيه بريفال
الاثنين سان دومينغو لحضور اجتماع دولي هدفه التمهيد لمؤتمر الدول المانحة
الذي سيعقد في 25 كانون الثاني/يناير في مونتريال. وفي سان دومينغو، قال
رئيس الدومينيكان ليونل فرنانديس ان هايتي بحاجة الى عشرة مليارات دولار
من المساعدات الدولية لاعادة بناء ما دمره الزلزال. ووصل الرئيس الاميركي
بيل كلينتون الى هايتي كمبعوث للامم المتحدة حيث سيجتمع مع الرئيس بريفال.
ونفى كلينتون اثر وصوله ان يكون وصول
المساعدات بطيئا، نظرا لصعوبة الوضع. وزار كلينتون برفقة ابنته تشلسي
مستشفى بورت أو برنس وحيا الفرق الطبية التي قال انها "قامت بعمل رائع
نظرا لصعوبة الظروف". وبعد ستة ايام من الزلزال لا يزال 500 من موظفي
الامم المتحدة مفقودين، ولكن امكن انقاذ احياء من تحت الانقاض. ومساء
الاحد وبعد 11 ساعة من العمل، انقذ مسعفون اميركيون وفرنسيون شابة هايتية
ظنها اهلها ميتة، بالاضافة الى عشرة اشخاص انقذوا الاحد.
وقال تيم كالاغان مستشار وكالة
المعونة الاميركية في واشنطن ان المسعفين الاميركيين وعددهم 540 سيواصلون
العمل حتى الثلاثاء على الاقل. واضاف ان المسعفين انتشلوا حتى الان 39
شخصا احياء من اصل 71 شخصا انتشلتهم مختلف فرق الاغاثة. واعلن السرجنت جون
لافتر من الفرقة الثانية والثمانين ان الجيش الاميركي اقام ثلاث قواعد
عمليات في العاصمة.
وقال ان كل كتيبة ستتولى تامين قطاع
من القطاعات الثلاثة وستنظيم توزيع المساعدات للوصول الى اعداد اكبر من
المحتاجين، كما ستؤمن المساعدات التي توزعها منظمات اخرى مثل الامم
المتحدة. وقال بدانا بتامين المطار لضمان وصول سفن.
وبدأ مظليون من الفرقة 82 المحمولة
جوا بانشاء قاعدة عمليات في شمال العاصمة لتوزيع المساعدات الانسانية.
وبلغ عدد الجنود الاميركيين في المنطقة 12500 في الاجمال الاثنين، وامر
الرئيس باراك اوباما الاحد بارسال الاحتياط للمشاركة في عمليات انسانية.