الاتحاد الاوروبي يتعهد بتقديم حوالى نصف مليار يورو لهايتي
بواسطة ياسين لوفوريستييه
(AFP)
–
منذ 22 ساعة/ساعات
بروكسل (ا ف ب) - تعهد الاتحاد الاوروبي الاثنين بمنح هايتي ما يقرب من
نصف مليار يورو لمساعدتها، على المديين القصير والطويل، على النهوض من
اثار الزلزال المدمر الذي ضربها الاسبوع الماضي، مؤكدا انه يبحث امكان
ارسال قوة شرطة اوروبية الى هايتي لضمان حسن توزيع المساعدات والادوية.
وتحدث وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس عن "حركة تضامن" اوروبية و"مؤازرة في المعاناة".
وخلال
اجتماع في بروكسل الاثنين اتفق وزراء المساعدة على التنمية في دول الاتحاد
الاوروبي على سلسلة اجراءات لدعم هايتي بلغت قيمتها الاجمالية حوالى 429
مليون يورو.
وقسم هذا المبلغ الى قسمين: الاول مساعدة انسانية عاجلة للسكان المنكوبين والثانية مساعدة لاعادة اعمار البلاد على المدى البعيد.
وفي
ما يتعلق بالمساعدة الانسانية العاجلة فقد تعهدت الدول الاوروبية بان تقدم
على المستوى الوطني 92 مليون يورو. وفي هذا الاطار زادت لندن مساعدتها
ثلاثة اضعاف لتصل الى 20 مليون جنيه استرليني (22,6 مليون يورو) بينما
اعلنت فرنسا عن مساعدة اجمالية بقيمة 10 ملايين يورو.
اما المفوضية
الاوروبية فتعهدت من جهتها بزيادة مساهمتها من ثلاثة ملايين يورو، وهي
قيمة المساعدة التي قدمتها حتى الآن، الى 30 مليون يورو. وقال الوزير
الالماني المنتدب للشؤون الخارجية فرنر هوير ان "المشاهد التي رأيناها
نهاية الاسبوع الماضي تشبه يوم القيامة".
اما الشق الثاني من
المساعدة، اي المساعدة المخصصة لاعادة اعمار البلاد التي دمر الزلزال
اجزاء كبيرة منها، فقد اتفق الوزراء الاوروبيون على صرف 107 ملايين يورو
من صناديق اوروبية، وسيخصص هذا المبلغ لمساعدات طارئة ولكن غير انسانية
تتركز بشكل خاص على اعادة اعمار البنى التحتية الحكومية.
واخيرا
ستخصص المفوضية الاوروبية 200 مليون يورو لاعادة اعمار البلاد على المديين
المتوسط والبعيد تستقطع من موازنة الاتحاد الاوروبي. وهذه الاموال مجدولة
اصلا ولم يتم انفاقها حتى اليوم او انها مخصصة لدول اخرى وسيتم تجييرها
لصالح هايتي.
واوقع الزلزال 70 الف قتيل على الاقل و250 الف جريح
و1,5 مليون مشرد، بحسب حصيلة رسمية لا تزال موقتة، في حين تتوقع القوات
الاميركية ارتفاع الحصيلة الى 200 الف قتيل.
كذلك ستدرس دول الاتحاد
الاوروبي الطلب المقدم من الامم المتحدة لارسال بعثة شرطة اوروبية الى
هايتي، في الوقت الذي تواجه فيه عمليات توزيع المساعدات الدولية على
المنكوبين تعثرا واضحا.
غير ان عديد هذه البعثة لن يزيد عن "140 او
150 عنصرا" من عناصر قوة الدرك الاوروبية التي انشئت في 2004 وتشارك فيها
خمس دول اوروبية هي ايطاليا وفرنسا واسبانيا وهولندا والبرتغال.
وقال
وزير خارجية اسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس ان رد فعل الدول المعنية على
هذا الطلب "ايجابي"، مؤكدا انه "علينا التحرك بسرعة لان الوضع ملح"، مشيرا
الى ان الاتحاد الاوروبي ينتظر تأكيد هذا الطلب من جانب الامم المتحدة.
وستنضم هذه القوة الى بعثة الامم المتحدة لاحلال الاستقرار في هايتي والى 10 الاف جندي اميركي انتشروا منذ الآن في هايتي.
ويعتبر
تقديم المساعدات الى هايتي امتحان جدي تخوضه وزيرة خارجية الاتحاد
الاوروبي كاثرين آشتون التي وجهت اليها انتقادات كثيرة اثر تعيينها في هذا
المنصب في كانون الاول/ديسمبر بسبب نقص خبرتها. وجعلت آشتون قضية تنسيق
جهود المساعدات الاوروبية الى هايتي اولويتها في مسعى منها للحد من هذه
الانتقادات.
وهدف الاتحاد الاوروبي من اجتماع الاثنين ايضا وضع يده
على ملف كان التعامل معه حتى الساعة مقصورا على المستويات الوطنية لدول
الاتحاد الاوروبي الكبرى وفي مقدمها فرنسا. وفي هذا الاطار اخذ الاتحاد
علما بالدعوة التي اطلقتها فرنسا الاسبوع الماضي لعقد مؤتمر دولي لاعادة
اعمار هايتي.