افتتاح مؤتمر الكويت الثالث للعلاقات العامة

افتتاح مؤتمر الكويت الثالث للعلاقات العامة
الخالد: العلاقات العامة فن كسب الآخر

• صباح الخالد متوسطا المسؤولين المشاركين في المؤتمر
كتب بشير سليمان:
رأى وزير الإعلام الشيخ صباح الخالد أن دور العلاقات العامة اخذ يكتسب أهمية كبيرة خاصة مع تكاثر الأحداث في العالم، التي تحتاج من يشرحها بطريقة مهنية وموضوعية. مؤكدا «اننا في الكويت نركز على العلاقات العامة كونها تمثل احد أهم العناصر التي نسعى إليها، ألا وهي رغبة صاحب السمو في تحويل الدولة إلى مركز اقتصادي ومالي إقليمي وعالمي عن طريق حسن إظهار ما لدينا من إمكانات لتحقيق هذا الهدف».
كلام الخالد، جاء أمس خلال رعايته افتتاح مؤتمر الكويت الثالث للعلاقات العامة 2009، الذي يعقد تحت عنوان «العلاقات العامة ابان الأزمات» في فندق جي دبليو ماريوت.

مؤتمر نوعي
ووصف الخالد في كلمته المؤتمر بالنوعي، الذي تشارك فيه نخبة يعول عليها في تطوير وتجديد آليات هذا المجال، الذي أصبح علما له قواعده ولا تستغني عنه أي مؤسسة اقتصادية أو هيئة سياسية أو شريحة اجتماعية، أو كيانات إعلامية.
كما قدم الخالد عرضا تاريخيا لهذا العلم الحديث نسبيا، حيث ظهر ولأول مرة تعبير «العلاقات العامة» في عام 1907 في رسالة للرئيس الأميركي توماس جيفيرسون إلى الكونغرس. ولكن العناية المطلقة بالعلاقات العامة لم تبدأ مؤسساتيا إلا في خمسينات القرن الماضي. وكشف الخالد عن أن عدد وكالات العلاقات العامة اليوم يصل إلى 5000 وكالة حول العالم، لافتا إلى ازدياد عدد الخبراء في هذا المجال واحتلال العلاقات العامة مكانتها الصحيحة في الأجهزة الحكومية والإدارات المحلية لمجمل السلطات العامة في الدولة.

كسب الرأي العام
وتحدث الخالد عن حرص المؤسسات المختلفة على تأمين التواصل الايجابي لها مع كل شرائح المجتمع عن طريق العلاقات العامة كمهنة راقية تساهم في تنمية البشرية وتعتبر أساسا لأي تقدم، مشددا على ان العلاقات العامة هي فن كسب الآخر، والتأثير فيه، والطريقة المثلى لغرس القيم والأفكار في ذهنه وهذا يتطلب السلوك الأخلاقي الجيد والثقافة الرفيعة.
وتمنى الخالد أن يجد الشباب في ما يعرضونه من أبحاث وما يوصون به من آراء، أفكارا جديدة تؤمن مستقبلا أفضل لهم ولمجتمعاتهم.

السمعة التجارية
ثم تحدث نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة زين، سعد البراك عن فن بناء سمعة العلامة التجارية، مشددا على أن الدبلوماسية العامة لم تعد تعني الحكومات فقط، بل أصبحت تشمل عناصر غير حكومية تعمل على إلغاء الخطوط الفاصلة وبناء العلاقات القومية والعالمية. وأكد أن الدبلوماسية هي ثمرة إضافية لتعايش «زين» مع علامتها التجارية بكل إخلاص وصدق. وقال ان علامة زين مثيرة للشغف وذات إيمان فعال ولديها ثقة بقدرتها وتبقى حيوية ونابضة في عالم دائم التغيير. وأكد أن زين تتوجه إلى الآخر قائلة: «كن جريئا كن مختلفا، كن الأول، انه عالم جميل فلتضع قلبك فيه».
وأكد البراك أن الدبلوماسية العامة هي شيء اكبر بكثير من العلاقات العامة، هي فن إدارة العلاقات المتشابكة، مشيرا إلى أن زين تضع في أولوياتها المسؤولية الاجتماعية وهي عندما تضع الهاتف في يد المزارع الكونغولي فهي تربطه مع الأفكار كي ينمي ذاته ولا يستغله تجار الجملة، وهو بذلك يموت في زين لأنها جعلت عالمه عالما جميلا.
وشدد البراك على أن عالم اليوم هو عالم حضارة المؤسسة. فالمؤسسات تفعل فعلها في العالم. وقال: «فكرنا يرتكز على ان المؤسسة الاقتصادية يجب ألا تثري أصحابها فقط، بل المجتمع ككل ومن النواحي الإعلامية والثقافية والاقتصادية».

داحس والغبراء
واعتبر البراك أن العلامة التجارية في لبها تمثل الهوية، «ولنكون شركة عالمية يجب أن تكون ثقافتنا عالمية». وقال «نحن في زين اخترنا ان تكون البشرية هي عالمنا». ولفت البراك إلى «إننا في العالم العربي وعلى مدى عصور طويلة كانت علامتنا التجارية هي «داحس والغبراء» ونريد أن نغير هذا الشعار وهذا المسار ويجب أن يلتقي الشعار مع المسار». وأوضح أن زين شركة أسلوب حياة وليست شركة اتصالات فقط. فجامعة هارفرد العريقة أدخلت تجربة زين في منهجها الدراسي، كما «أننا مدعوون من عدة جامعات لإلقاء محاضرات عن حالة زين في العالم النامي كشركة تمكنت في غضون ست سنوات من رفع قاعدة عملائها من 600 ألف إلى 65 مليونا ورفعت إيراداتها من 400 مليون إلى نحو 9 مليارات دولار».
وكشف البراك عن أن إيرادات زين حاليا توازي دخل الكويت من النفط عام 1982، وتوظف نحو 30 ألف شخص وتعتبر رابع اكبر شركة لجهة المساحة الجغرافية، ولديها 24 ألف محطة اتصالات تغطي الشرق الأوسط وافريقيا. وقال البراك «أكثر من 120 مليون مكالمة يوميا تتم عبر شبكة زين».

أهمية العلاقات العامة
وشارك البراك الجلسة الافتتاحية مدير عام المعهد الدبلوماسي الكويتي عبداللطيف الشارخ، متحدثا عن أهمية العلاقات العامة على جميع المستويات، مستذكرا زيارة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الولايات المتحدة بعد الغزو، حيث استمع إلى عدد كبير من الوفود التي كانت تشارك في أعمال قمة الطفل عن التقديمات التي تمنحها مؤسسات كويتية خاصة لمجتمعات هذه الدول، مؤكدا من هنا أولوية العلاقات العامة في توضيح وتفسير سياسة الدول. كما تطرق الشارخ إلى عهد الرئيس الأميركي الراحل جون كنيدي، يومها كان الرأي العام الأميركي مؤيدا لمفاوضات مع الروس بنسبة 23 في المائة، لكن حملة علاقات عامة نظمت وفي غضون ستة أشهر ارتفعت النسبة الى 80 في المائة. كما ذكّر الشارخ بالنشاط المكثف والفعال لمجموعات الضغط الإسرائيلية على الحكومات الأميركية وعلى مؤسسات المجتمع المدني.

مسؤولية مضاعفة
وكانت رئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر ومدير عام شركة وي للخدمات الاعلامية اعتدال العيار، قد قالت في كلمتها ان العلاقات العامة جزء لا يتجزأ من كيان أي مؤسسة عامة كانت او خاصة، مشيرة الى تحمل هذا القطاع الكثير من المسؤوليات التي خلفتها الازمة العالمية وأثرت في سمعة وكيان وشكل المؤسسة، الى حد فقدان بعضها لمصداقيتها امام الجمهور واتجهت الانظار الى التخفيض الحاد للنفقات والتكاليف، مما دفع الى التعامل مع معطيات ومتغيرات مختلفة لم تسبق للكثير منهم مواجهتها من قبل.

مجموعة نكات

كعادته في كل محاضراته ومؤتمراته الصحفية اطلق البراك مجموعة من النكات فتوجه للحضور في بداية محاضرته قائلا «اذا خطك زين اتركه مفتوحا، وأجب على جميع اتصالاتك واتصل اذا تريد، نريد ان نربح منك فلوسا».
وقال البراك «كنت احلم ان اصبح سفيرا لكن الصدف شاءت ان اكون مديرا وقد فشلت وعينت رئيسا تنفيذيا، وفي حال فشلي سأعمل مستشارا، واذا فشلت حينها سأتقدم للانتخابات النيابية».
وقال البراك ايضا ان شركات اتصالات كثيرة منعت موظفيها من استخدام كلمة زين في حال سئلوا عن اوضاعهم عبر الهاتف.
وتوجه البراك للمصورين: «حاج تصوروا»، وقال «ماذا لو كنت هند رستم؟».