تحالف حزب المؤتمر يستمر في قيادة الهند

تحالف حزب المؤتمر يستمر في قيادة الهند

نيودلهي ـ العرب اونلاين ـ وكالات: حقق التحالف الحاكم في الهند بزعامة حزب المؤتمر نصرا حاسما السبت حيث أعلنت نتائج الانتخابات العامة التي جرت على مراحل لمدة شهر.

وأوضح المحللون أن الناخبين صوتوا لصالح الاستقرار بينما أكد زعماء حزب المؤتمر أن الانتصار يرجع إلى سياساتهم وأدائهم خلال الخمس سنوات الماضية.

ووجه رئيس الوزراء مانموهان سينج الذي من المقرر أن يتولى فترة ثانية الشكر للناخبين \"للتفويض الكبير\" الذي منحوه للتحالف.

وقالت زعيمة الحزب سونيا غاندي إن \"شعب الهند يعلم ما يصب في صالحهم ودائما ما يصلون إلى الاختيار الصحيح\".

وبينما أعلنت لجنة الانتخابات والتليفزيون الحكومي النتائج التي تشير إلى فوز التحالف التقدمي المتحد الحاكم بـ258 مقعدا من مقاعد مجلس الشعب الهندي (لوك سابها) البالغ عددها545 مقعدا والتي من المرجح أن تصل إلى حوالي 261 مقعدا بدأت الاحتفالات في مقر حزب المؤتمر في العاصمة الهندية نيودلهي.

وأطلق المئات من أنصار الحزب وهم يرفعون الأعلام ويدقون ربون الطبول الهتافات التي تشيد بغاندي وسينج وأطلقوا الالعاب النارية ووزعوا الحلوى.

وتدفقت أيضا رسائل التهنئة من زعماء الدول المجاورة من بينهم الرئيس الباكستاني آصف على زرداري ورئيسة الوزراء في بنجلاديش حسينة واجد علي مقر حزب المؤتمر.

وحتى وقت متأخر من مساء اليوم السبت تأكد حصول التحالف الديمقراطي الوطني الذي يقوده حزب بهاراتيا جاناتا المعارض على 157 مقعدا ومن المتوقع حصول الحزب على مقعد آخر.

وأعلنت لجنة الانتخابات نتائج 538 من مجموع 543 متنافسا على مقاعد البرلمان وهناك عضوين يتم تشريحهما للمجلس من الجالية الهندية البريطانية.

ومن المنتظر أن تدعو الرئيسة براتبها باتيل أكبر حزب منفرد أو تحالف لتشكيل الحكومة. ويجب على الحكومة الجديدة أن تثيت أنها تحصل على تأييد أغلبية من 272 مشرعا بحلول موعد محدد.

وقال السكرتير العام لحزب بهارتيا جاناتا أرون جايتلي إن كريشنا ادفاني المرشح لمنصب رئيس الوزراء للحزب الديمقراطي الوطني المعارض وزعيم حزب بهارتيا جاناتا اتصل هاتفيا بسينج وغاندي لتهنئتهما بالفوز في الانتخابات.

وكانت تكهنات المحللين ونتائج استطلاعات الرأي التي اجريت لدى خروج الناخبين من مقار الاقتراع بعد إجراء المرحلة الأخيرة من الانتخابات الأربعاء الماضي قد اشارت الى نتائج متقاربة بين التحالف التقدمي المتحد والتحالف الوطني الديمقراطي وحصول جبهة ثالثة بزعامة ا لأحزاب اليسارية على عدد كبير من المقاعد. لكن الأحزاب اليسارية لم تحقق نتائج جيدة وتراجع عدد مقاعدها إلى 24 مقعدا بعد أن كانت قد حصلت على 59 مقعدا في الانتخابات التي جرت عام .2004

ويبدو أن خمس سنوات من الأداء الاقتصادي الجيد وخطة ضخمة لتوفير وظائف لفقراء الريف وتقديم إعفاءات قروض تقدر ب15 مليار دولار للمزارعين الفقراء جاءت في صالح التحالف الحاكم.

وقالت غاندي إن \"التحالف التقدمي المتحد بذل جهودا مضنية في ظل زعامة رئيس الوزراء مانموهان سينج للوفاء بالوعود التي قطعت في البرنامج الانتخابي وبرنامج الحد الأدنى المشترك لعام 2004\" وأضافت أن الشعب قدر هذا الجهد الكبير. وأكد سينج أن هدفه هو تشكيل حكومة قوية ومستقرة وملتزمة بالقيم العلمانية.

وأشار زعماء حزب المؤتمر في تصريحات للصحفيين إن التعافي الاقتصادي سيكون الأولوية الأولى لحكومة التحالف التقدمي المتحد.

ونقلت وكالة الأنباء الاسيوية الهندية عن أحد زعماء حزب المؤتمر قوله إن \"العودة إلى تحقيق معدل نمو يتراوح ما بين 6 و 5ر6 في المئة ثم تحقيق معدل يزيد علي نسبة 7% في وقت لاحق سيكون الأولوية الأولي للحكومة وبدون أن ننعش الاقتصاد فإننا لن نستطيع أن ننفذ أجندتنا الاجتماعية\".

وأشار المحللون إلى أن الناخب الهندي ربما قد شعر بضرورة وجود حكومة قوية خاصة في ظل حالة عدم الاستقرار في المنطقة وبالأخص في باكستان وتسجيل انكماش اقتصادي ايضا .

وقال مسئولون إنه من المتوقع أن يقدم سينج استقالته بحلول بعد غد الاثنين تمشيا مع بنود الدستور ، غير أنه سيظل في منصبه حتى تؤدي الحكومة الجديدة اليمين الدستورية في الثاني من حزيران /يونيو المقبل.

وشهدت الانتخابات الهندية أكبر ممارسة ديمقراطية في العالم بنسبة إقبال وصلت إلى 428 مليون شخص في الانتخابات التي شهدت نشر 1ر2 مليون من رجال الأمن.

وجرى تشديد الإجراءات الأمنية في المناطق المضطربة في البلاد ، وبينها الشطر الخاضع للسيطرة الهندية من إقليم كشمير الذي يعاني من حركات التمرد والولايات الشمالية الشرقية ، قبل الإعلان الرسمي لنتائج الانتخابات.

وجرت الانتخابات بشكل ناجح إلى درجة كبيرة بالرغم من مقتل ما يقرب من 50 شخصا غالبيتهم في أعمال عنف قام المتمردون الماويون في الهند.