جلسات علنية للاستماع للشهود بلجنة تقصي الحقائق في غزة

بدأت الأحد أولى الجلسات العلنية للجنة تقصي الحقائق الدولية المكلَّفة بالتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" في الحرب الأخيرة التي شنتها على قطاع غزة في ديسمبر ويناير الماضيين.

وبدأت أولى جلسات الاستماع اليوم في مدينة غزة، حيث قدم اثنان من ضحايا الهجوم على القطاع شهاداتهم التي نُقلت وقائعها على الهواء مباشرة.

وتستمر لمدة يومين تلك الجلسات العلنية التي تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ لجان التحقيق التابعة للأمم المتحدة.

وروى موسى السيلاوي (91 عاما) أحد شاهدي العيان اللذين استمع أعضاء اللجنة لشهادتهما بعض التفاصيل حول الهجوم "الإسرائيلي" الوحشي على أحد المساجد في مدينة جباليا، والذي راح ضحيته 17 شهيدا، من بينهم ابنه وأربعة أفراد آخرين من أهله السيلاوي.

وقال السيلاوي: "بعد صلاة العشاء، سمعنا صوت قذيفة تضرب المسجد ولم يكن لدينا أي فكرة عمَّا حدث. بدأنا نصرخ جميعا، كان الله في عوننا". وأضاف: "أنا الآن في الحادية والتسعين من عمري، ولم أر أي شيء في حياتي شبيها بهذه المأساة".

وتعتزم اللجنة أن تستمع أيضا إلى شهادات عشرات الضحايا الآخرين، بالإضافة إلى شهود عيان وخبراء على اطلاع بمجريات وحيثيات الحرب التي استمرت 22 يوما.

وتعقد اللجنة ذاتها جلسات علنية أُخرى في مدينة جنيف بسويسرا الشهر المقبل، حيث ستستمع هناك إلى شهادات مواطنين "إسرائيليين"، وذلك نظرا لأن الاحتلال رفض التعاون مع أي لجان تحقِّق بالحرب التي شنتها على القطاع والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 1400 فلسطيني وجرح نحو5 آلاف آخرين، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ.

واستخدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعتى أنواع الأسلحة ومن بينها أسلحة فوسفورية محرمة دوليا أدت إلى تشوهات لدى الضحايا المصابين بها.

ويترأس اللجنة المنبثقة عن مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة القاضي ريتشارد جولستون، وهو من جنوب أفريقيا وسبق له أن شغل منصب المدعي العام للمحاكم الجنائية الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة ورواندا.

وكان جولدستون قد قال في وقت سابق أن اللجنة تريد للمجتمع الدولي "أن يستمع لأصوات الضحايا ويرى وجوههم".