اتصالات «مهمة جداً» لتظهير الحكومة خلال مائة ساعة

بيروت - القبس:
كان يفترض أن يكون رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الرئيس رقم 3
في الاحتفال بعيد الجيش اللبناني إلى جانب رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس
النواب نبيه بري.. لكن التأخر في تشكيل الحكومة أبقى رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد
السنيورة ثالثاً، فيما كان موقع الحريري «الثالث مكرر» وليس رابعاً، لأن الرقم 4 في
تراتيب السلطة هو نائب رئيس المجلس النيابي، والرقم 5 هو نائب رئيس مجلس
الوزراء.
وكان المسار الخاص بتشكيل الحكومة قد أصيب بنكسة بعدما كانت جهات
معارضة أكدت انها قطعت شوطاً بعيداً في تبديد التوتر لدى رئيس التيار الوطني الحر
النائب ميشال عون الذي كان شديد الانزعاج من كون الطبخة الحكومية تتم دون التشاور
المباشر معه، حتى ان بعض نوابه راحوا يتحدثون عن خطة لإبقائه خارج الحكومة على غرار
ما حدث في عام 2005.
فارس سعيد مقابل باسيل
ومع ان تلك الجهات كانت قد أبلغت
أوساط الحريري ان عون «استعاد هدوءه» وان الأمور تسير على ما يرام، مع الأخذ
بالاعتبار بعض مطالبه، فوجئت الجهات نفسها بما حمله وزير الاتصالات في حكومة تصريف
الأعمال جبران باسيل إلى رئيس الحكومة المكلف لجهة المطالبة بحقيبة الداخلية أو
المالية.
خلل في التعاطي
وفي حين اعتبرت الجهات المعارضة ان هذا الطرح
تكتيكي، قال عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا ل‍‍«القبس» ان هناك خللا
في التعاطي مع التكتل الذي تعامل بشفافية مع عملية تشكيل الحكومة، مشيرا الى وجود
من يسعى إلى اخراج العماد عون من اللعبة السياسية.
وكانت وسائل اعلام التيار
الوطني الحر قد اطلقت سلسلة تحليلات يستشف منها ان هناك جهات تتعمد «التصويب» على
باسيل بالذات، وهي في الحقيقة، تصوب على عون.
كما يستشف ان المقصود قد يكون بعض
قوى المعارضة التي ترفض توزير راسبين في الانتخابات، اذ سبق وقالت المعلومات ان
هناك اتفاقا بين الرئيس سليمان ورئيس الحكومة المكلف على عدم توزير هؤلاء، فيما لوح
اكثريون بأنه في حال الاصرار على اسناد حقيبة إلى باسيل الذي لم يحالفه الحظ في
انتخابات قضاء البترون، فإن قوى 14 اذار/ مارس تصر على توزير قيادات فيها مثل فارس
سعيد وميشال معوض.
الاتصالات الجديدة.. والصهر الآخر
ورغم انهماك كبار
المسؤولين في البرنامج الاحتفالي للعيد الرابع والستين للجيش، فقد شهدت فترة بعد
الظهر والمساء اتصالات وصفت بالمهمة جدا من أجل عدم التمديد للمراوحة أسبوعا آخر،
وبالصورة التي تتيح ظهور التشكيلة في مهلة اقصاها منتصف ليل الأربعاء / الخميس، أي
100 ساعة كحد أقصى.
وإذ طرح اسم الصهر الآخر لعون، أي روي الهاشم، لتسلم منصب
وزاري، وبذلك تحل مشكلة باسيل، فإن مصادر التيار الوطني الحر التزمت الصمت حيال
الموضوع، وان ابدت استهجانها لما تردد من ان «الجنرال» يسلط الضوء على باسيل لانه
سيكون خليفته في قيادة التيار، في حين قال النائب حكمت ديب لـ«القبس»: «لا ندري من
اين يخترعون مثل هذا الكلام الذي لا شك انه يثير الاستغراب ان لم يكن
السخرية».
«الحصار».. والتفاؤل
الجهود تتواصل، واوساط الرئيس بري لا تزال
تشيع التفاؤل، وتعتبر ان المرحلة الاكثر تعقيداً تم تجاوزها، فيما تعتبر اوساط «حزب
الله» انه كما جرت محاولات لمحاصرة عون خلال الانتخابات النيابية تجري الآن محاولة
محاصرته خلال التشكيل الحكومي، فيما يؤكد مسؤول الجنوب في الحزب الشيخ نبيل قاووق
«اننا على مسافة قريبة من تشكيل حكومة الشراكة، وان ما تبقى لا يشكل عقبة حقيقية
تؤخر تحقيق هذه الحكومة».
ورأى في هذه الحكومة «انتصاراً للوحدة الوطنية ولكل
اللبنانيين، وهي تشكل فرصة حقيقية لانقاذ البلد من الانقسامات».
كما ان نائب
الحزب حسين الموسوي اشار الى «ان تشكيل الحكومة العتيدة يسير في الاتجاه الصحيح اذا
لم يطرأ تدخل من الجهات التي تتضرر من الاتفاق بين اللبنانيين»، معتبراً «ان
المشادة التي حصلت حول تشكيل الحكومة لم تكن من قبل «حزب الله» بدافع التهافت على
عدد من الوزراء، فالحزب ليس لديه في حكومة تصريف الاعمال الحالية سوى
واحد».
القناع يسقط
وفي كلمة القاها عضو اللقاء الديموقراطي النائب علاء ترو
بالنيابة عن رئيس اللقاء النائب وليد جنبلاط جاء «ان القناع بدأ بالسقوط عمن
يعرقلون تشكيل الحكومة، ومن يضعون العصي في دواليب هذه المسيرة لانه بعد الانتهاء
من صيغة 10-5-15، يطرحون هذا الوزير او بعض من كانوا في الوزارة في العهد البائد،
ليس بهدف توزيرهم بل بهدف تعقيد مهمة الرئيس المكلف»، ومن دون ان يعرف من هو
المقصود بذلك، كون الثلاثي المعارض طرح 9 اسماء كانت في الظل ابان المرحلة
السورية.
وكان ما نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية موضوع اتصالات جرت بين
مراجع لبنانية مختلفة، وبــ«الكثير من الجدية والقلق»، كما ذكرت مصادر موثوقة، مع
التساؤل عن سبب التصعيد الاسرائيلي في هذه المرحلة.
وكانت الصحيفة قد نقلت عن
مصادر امنية ان هناك خطوطا حمراء وضعتها اسرائيل، وترى ان تجاوزها قد يؤدي الى
قيامها باجراءات وقائية ضرورية، ومنها امتلاك «حزب الله» ونشره قدرات ووسائل قتالية
مضادة للطائرات.