BBCArabic.com
إقبال كبير على التصويت في
انتخابات إيران
يواصل الناخبون الإيرانيون الإدلاء بأصواتهم في عاشر انتخابات رئاسية تشهدها
ايران منذ قيام الثورة الايرانية عام 1979.
ويتنافس في هذه الانتخابات الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد، ورئيس
الوزراء السابق مير حسين موسوي و رئيس البرلمان السابق مهدي كروبي ومحسن رضائي
القائد السابق للحرس الثوري.
وأفاد فريق بي بي سي العربية في إيران بوجود إقبال كبير من الناخبين على مراكز
الاقتراع التي يقدر عددا بنحو 45 ألفا في أنحاء البلاد.
وأفادت موفدتنا صفاء فيصل من أحد مراكز الاقتراع في العاصمة طهران أن الناخبين
من جميع الأعمار وقفوا في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم، واستمر تدفق الناخبين
بالحافلات على مراكز التصويت.
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في إيران 46 مليونا من إجمالي عدد السكان البالغ
نحو سبعين مليون.
ومن المتوقع في ضوء هذا الإقبال الكبير تمديد الاقتراع فترة أكثر من الساعات
العشر المقررة.
كما لجأت السلطات إلى حلول بديلة في بعض المدن مثل إقامة مراكز اقتراع متنقلة
تساهم في تخفيف الضغط على المراكز الأصلية المقامة في المدارس والمساجد والحوزات
الدينية.
وحرص المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي على الإدلاء بصوته مبكرا وجدد دعوته
إلى الإيرانيين للإقبال على التصويت "بناء على آرائهم الخاصة وقراراتهم".
وقال خامئني إن الإيرانيين يشاركون بذلك في إدارة شؤون بلادهم" وهذا حق لهم
وواجب عليهم في الوقت نفسه".
وفي حال نال اي من المتنافسين اكثر من 50 بالمائة من اصوات الناخبين تحسم
الانتخابات من الجولة الاولى وهو ما يستبعده المراقبون ويرجح اجراء جولة ثانية بين
الاول والثاني الذين ينالان اكبر عدد من الاصوات في الجولة الاولى.
المنافسة
وتجرى الانتخابات بعد حملة شرسة تحولت إلى حرب كلامية بين المرشحين في الأيام
الأخيرة.
ويحسب نجاد ورضائي على التيار المحافظ بينما موسوي وكروبي يحسبان على التيار
الاصلاحي.
ويرى مراقبون أن أحمدي نجاد يواجه تحديا قويا من رئيس الوزراء الأسبق مير حسين
موسوي ذي التوجهات الإصلاحية.
ويقول المحللون ومنهم د. حبيب فياض الخبير في الشأن الإيراني إنه في حالة فوز
موسوي فسوف تكون رئاسته استكمالا للسياسات التي بدأها الرئيس السابق محمد خاتمي.
وأضاف فياض في مقابلته مع بي بي سي أن أحمدي نجاد لو فاز بولايته الثانية
فسيستمر في نفس النهج الذي سار عليه في السنوات الأربع الماضية.
ويستمد نجاد شعيبته من اوساط المناطق الريفية والاحياء الفقيرة في المدن الكبيرة
بينما تعتبر الطبقات الوسطى والمتعلمة القاعدة الشعبية لمنافسيه الاصلاحيين.
وتبادل أحمدي نجاد وموسوي، وهما ابرز متنافسين في هذه الانتخابات، انتقادات
سياسية عنيفة ضد بعضهما البعض، واحالا الانتخابات الرئاسية الى عرض للانقسامات
السياسية العميقة في ايران بين الاصلاحيين والمحافظين.
كما ان النساء لعبت دورا كبرا في الحملة الانتخابية اذ ظهرت زوجة موسوي في
المهرجات الخطابية الى جانب زوجها الذي وعد بتوسيع حقوق المرأة ويتوقع ان يصوت عدد
كبر من النساء له.
كما ان موسوي الذي ينتمي الى القومية الاذرية ويتكلم اللغة الاذرية جيدا يتوقع
ان يحصد نسبة كبيرة من اصوات الاذريين الذين يقارب عددهم ربع سكان ايران.
وغالبا ما تصوت الاقليات التي تمثل تقريبا نصف سكان ايران لصالح المرشحين
الاصلاحيين.
اهتمام عالمي
ويراقب المجتمع الدولي هذه الانتخابات باهتمام شديد اذ سيعرف العالم قريبا
توجهات ايران في المرحلة المقبلة ان كانت ستستمر على نهجها الحالي لو فاز نجاد ام
ستشهد انفتاحا على العالم الخارجي كما يدعو المرشح الاصلاحي موسوي.
وعلى رأس الدول المهتمة بهذه الانتخابات اسرائيل والولايات المتحدة التي تسعى
الى فتح نافذة حوار مع طهران منذ وصول الرئيس الامريكي الحالي باراك اوباما الى
البيت الابيض.